الثلاثاء 02 مارس 2021, 10:52

تيتي: نيمار أصبح لاعباً متكاملاً

  • يستحضر تيتي السنة التي خصصها لدراسة التدريب بعيداً عن المستطيل الأخضر

  • أشاد المدير الفني البرازيلي بكل من نيمار وكيفين دي بروين ومنتخب إيطاليا

  • شرح لماذا تعني مواجهة الأرجنتين أكثر من مجرد مباراة في تصفيات كأس العالم

"من المستحيل الحفاظ على المنصب طويلاً في بلد يسكنه 200 مليون شخص يظن كل واحد منهم أنه أهل لتدريب السيليساو،"....بهذه الكلمات لخَّص لويس فيليبي سكولاري ما يعتبره الكثيرون أصعب مهنة في عالم كرة القدم.

لعلّ البقاء في منصب مدرب السيليساو تحت الأعين الشاخصة للجماهير البرازيلية التي تعقد دائماً آمالاً كبيرة على المنتخب الوطني أمرٌ أشبه ما يكون بصراع البقاء على قيد الحياة في صحراء قاحلة. ذلك أن الفوز وحده لا يكفي في نظر البرازيليين، الذين يتطلعون دائماً إلى انتصار فريقهم نتيجةً وأداءًا.

كان ماريو زاجالو ثامن مدرب لمنتخب السيليساو في السنوات الخمس التي سبقت المكسيك 1970، بينما كان كارلوس ألبيرتو باريرا في 1991 رابع شخص يُعيَّن في المنصب خلال أكثر من عام بقليل. وبعدها بعشر سنوات، أصبح سكولاري رابع مدير فني يقود سفينة الفريق الوطني خلال تسعة أشهر. رجل واحد فقط في التاريخ أمضى أكثر من خمس سنوات في دفة المنتخب البرازيلي: إنه فلافيو كوستا، الذي أدار نجوم السامبا بين عامي 1944 و 1950.

أما تيتي، فإنه لم يتمكّن من الحفاظ على منصبه فحسب، بل إنه فاز في 38 من أصل 52 مباراة مع السيليساو، علماً أنه لم يخسر سوى في أربع مواجهات. كما أنه لم يعرف طعم الخسارة في آخر 21 لقاء له على رأس الفريق البرازيلي في تصفيات كأس العالم FIFA، حيث حقّق منتخب راقصي السامبا تحت إمرته 16 فوزاً بالتمام والكمال.

فقد نجح المدرب البالغ من العمر 59 عامًا في قيادة منتخب بلاده إلى إحراز أفضل بداية على الإطلاق في تصفيات كأس العالم، متجاوزًا الأرقام التي سجلها جيل 1981 الذي شهد تألق كل من جونيور وسوكراتيس وزيكو ورفاقهم. ففي بلد حيث تسعد الجماهير باللعب الاستعراضي بقدر ما تفرح بالانتصار، يبدو أن البرازيليين راضون بنتائج فريقهم وما يصاحبها من أداءٍ يخلب الألباب.

وبعيدًا عن جدوله المزدحم بالأحداث، حيث يشاهد بانتظام المباريات ويحلّلها بنفس الوتيرة التي يشرب بها البرازيليون القهوة، خصّص تيتي بعضاً من وقته للتحدث إلى موقع FIFA.com عن المواجهتين القادمتين مع كولومبيا والأرجنتين، معرجاً في الآن نفسه على كل من دييجو مارادونا ونيمار وفيليب كوتينيو وأليسون، مُبدياً إعجابه بأداء كيفين دي بروين ومنتخب إيطاليا تحت قيادة روبرتو مانشيني. كما اغتنم المدرب البرازيلي الفرصة لشرح أسباب ابتعاده عن الملاعب لمدة عام من أجل دراسة مختلف أساليب اللعب في كرة القدم الحديثة.

موقع FIFA.com: أربع مباريات، 12 نقطة، 12 هدفاً لصالح فريقك، مقابل اثنين فقط في شباككم. كيف تقيّم بداية البرازيل في تصفيات كأس العالم FIFA؟ تيتي: كل ​​مباراة وكل مرحلة لها خلفيتها وحيثياتها. علينا أن ننظر إلى الصورة الشاملة. لقد فقدنا شيئًا من زخمنا بسبب الوباء، الذي أثر على جودة كرة القدم. عموماً، المستوى الذي أظهرناه في مبارياتنا الثلاث كان أعلى من توقعاتي، كما أننا عانينا كثيرًا ضد فنزويلا. إننا بصدد عملية تطور تدريجي. النقاط تعكس أداء الفريق، وأنا معجب بما حققناه حتى الآن.

الآن ستواجهون منتخبي كولومبيا والأرجنتين اللذين لم يتجرعا طعم الهزيمة منذ خسارتهما أمام البرازيل في كوبا أمريكا. ستكونون أمام امتحان صعب ضد مواهب مذهلة مثل ديبالا وكوريا وميسي ومارتينيز وأجويرو... إنهما مباراتان مهمتان للغاية. الحظوظ متساوية جداً في التصفيات. من الناحية الفنية، كانت المواجهتان ضد كولومبيا أفضل مباراتين لنا في التصفيات الأخيرة. بادر كلا الفريقين للهجوم، من أجل خلخلة دفاعات الخصم. وقد كان التكافؤ سيد الموقف. كانت المباراتان صعبتان للغاية بالنسبة لنا. الديربي التقليدي - أمام الأرجنتين أو أمام أوروجواي - لديه مقوّمات تاريخية قوية. الأرجنتينيون لديهم إمكانيات فردية هائلة. بالنسبة لي، مواجهة البرازيل-الأرجنتين، بالإضافة إلى كونها منافسة ضمن تصفيات كأس العالم، فإنها تقوم مقام بطولة في حد ذاتها.

بالحديث عن الأرجنتين، للأسف توفّي دييجو مارادونا مؤخرًا. ماذا يُمكنك أن تقول عنه؟ اسمحوا لي أن أستحضر دييجو من منظور كاريكا، الذي تربطني به علاقة جيدة. إمكانيات مارادونا الفنية وقدرته على الارتجال والإبداع...كانت تفرض على كاريكا دائمًا أن يظل يقظاً إلى أقصى حد فقط للصمود أمام ما كان يلاقيه من "صعوبات" في محاولة مراقبة لاعب استثنائي مثله. على أرض الملعب، كان مارادونا استثنائياً.

بالحديث عن اللاعبين الاستثنائيين، ما رأيك في نيمار؟ لقد نضج كثيرًا. في السابق، عندما كان في برشلونة وخلال مراحلي الأولى مع السيليساو، كان نيمار لاعبًا متألقاً في الجناح، كان سريعاً وكان يسجل الأهداف ويبدع في المراوغة ويقوم بحركات فردية. والآن تمكّن من توسيع المنطقة التي يلعب فيها، فبالإضافة إلى كونه هدافًا، أصبح يصنع اللعب للآخرين. إنه الآن قادر على صنع اللعب وإنهاء الهجمات بنفسه. لقد عزّز ترسانته الهجومية.

وما مدى أهمية فيليب كوتينيو في السيليساو؟ منذ أن توليت المسؤولية، مرّ السيليساو بمراحل. كانت المرحلة الأبرز هي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018. كانت أفضل نسخة للسيليساو. صنعنا الكثير من الفرص، وسجلنا العديد من الأهداف، بينما لم تهتّز شباكنا إلا نادراً. وقد حقّقنا ذلك من خلال اللعب بطريقة جميلة حقًا. في تلك التصفيات، كان كوتينيو يضطلع بدور اللاعب الحر. في البداية كان على اليمين، حيث كانت له حرية الإبداع. ثم عندما أصيب ريناتو [أوجوستو]، انتقل إلى الوسط لتولي دور مشابه قليلاً لذلك الذي كان يلعبه مع ليفربول. وقد أبلى البلاء الحسن هناك أيضاً. لقد مرّ بفترات سادها المد والجزر، لكنه لاعب رائع وهو في حالة جيدة.

هل تعتقد أن أليسون هو أفضل حارس مرمى في العالم؟ أن تكون الأفضل على الإطلاق وأن تكون الأفضل في لحظة معينة، أعتقد أننا بصدد الحديث عن أمرين مختلفين. هل هو من بين أفضل ثلاثة حراس في العالم؟ ليس لدي أي شك في ذلك بتاتاً. بل يمكنني أن أجزم بذلك 100%. أما القول إنه الأفضل على الإطلاق، فيجب أن أحلّل أداء كل حراس المرمى الآخرين للمقارنة. لكني أعتقد أنه خلال العام الماضي كان الأفضل. هل كان أفضل من نوير؟ نعم! هل كان أفضل من تير شتيجن؟ نعم! أفضل من أوبلاك؟ نعم.

إلى جانب البرازيل، ما هو برأيك أفضل فريق في العالم الآن؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال. بعد الوباء، لم يكن هناك هامش كبير للفرق من أجل إظهار إمكانياتها الحقيقية. حظيت البرازيل والأرجنتين وكولومبيا بفرص قليلة للغاية. لقد لعب الأوروبيون ثماني مرات، أي ضعف ما لعبناه نحن. بالنسبة لي، أصبحت إيطاليا تقدم أجمل عروض كروية في الوقت الحالي. لقد قام مانشيني بعمل رائع، حيث أصبح له أسلوب كروي يحمل بصمته الخاصة مثلما فعل أريجو ساكي في السابق. أعتقد أن إيطاليا حققت توازنًا أكبر بين اللعب الدفاعي - الذي اشتهرت به تاريخيًا - واللعب الهجومي. من جهتها لا تزال بلجيكا تزخر بذلك الجيل العظيم. لديها فريق رائع، بمواهب فردية رائعة، ويضم في صفوفه واحداً من أكثر اللاعبين موهبة في العالم: دي بروين. كما لا ننسى قوة منتخب فرنسا أيضاً.

من برأيك أفضل ثلاثة لاعبين في العالم اليوم؟ بالنسبة لي، الثلاثة الذين صوتت لهم [في جائزة The Best FIFA لأفضل لاعب]: نيمار أولاً، ليفاندوفسكي ثانياً، دي بروين ثالثاً. قبل أن يصاب، كان نيمار في أفضل حالاته. ليفاندوفسكي مهاجم رائع. ودي بروين قادر على فعل أشياء مستعصية على البقية. قدرته على الارتجال وعزيمته المذهلة. إنني أستمتع كثيراً بمشاهدته يلعب.

هل يُمكنك أن تشرح لنا القرار الذي اتخذته في نهاية 2013 بترك التدريب جانباً لمدة عام والسفر حول العالم لدراسة مختلف أساليب كرة القدم؟ لقد درست كرة القدم دائمًا وأردت توسيع معرفتي وأفكاري. عندما غادرت كورينثيانز، كانت تلك فرصة مثالية لدراسة مدربين آخرين وفرق أخرى بشكل مباشر. لقد فزت بكل ما كان يمكنني الفوز به على مستوى الأندية - الدوري البرازيلي، كأس ليبرتادوريس، كأس العالم للأندية، حيث تغلّبنا على تشيلسي. اعتقدت أن الخطوة التالية هي السيليساو وأردت تطوير مهاراتي ومعارفي التدريبية قدر المستطاع. قرأت كتباً عن سيميوني وجوارديولا. لقد درست ما حققه بيانكي في بوكا جونيورز وكرويف في برشلونة. كرة القدم تختلف باختلاف مكان وجودك في العالم، فلكل منطقة أشياء مختلفة يمكنك تعلمها. ذهبت للقاء بيانكي والاستماع إلى أفكاره التي كانت عميقة للغاية. كما أمضيت بعض الوقت في آرسنال. وكذلك مع أنشيلوتي في ريال مدريد. درست مانشستر سيتي، بطل إنجلترا، وبايرن ميونيخ، بطل ألمانيا. سعيت لتعلّم كل شيء - الأشياء خلف الكواليس، التدريبات، التكتيكات وما يحدث على أرض الملعب. كل شيء. لقد شاهدت جميع مباريات كأس العالم 2014، وقمت بتدوين ملاحظات، وأسهبت في تحليلها. كانت تلك الفترة مهمة جدًا لمسيرتي.

من هو المدرب الذي تعلّمت منه أكثر؟ أنشيلوتي. كما أن الطريقة التي ينظم بها سيميوني فرقه رائعة جداً. ومن المذهل أيضاً رؤية تكتيكات جوارديولا الهجومية، وقدرته على تحليل الفرق بأدق التفاصيل. بيانكي لديه قدرة مذهلة على إخراج أفضل ما في لاعبيه خلال النهائيات الكبيرة. كانت بعض أفكار كرويف التكتيكية رائعة. لكني بلا شك تعلمت أكثر من أنشيلوتي. إنه مدرب يرى المباراة بطريقة مختلفة وفريدة من نوعها.

lr4bckkg5sl4dfejedwe.jpg