الجمعة 02 ديسمبر 2016, 07:21

الذوادي: قطر 2022 سيخلّدها التاريخ كعلامة فارقة

بعد ست سنوات من منح قطر شرف استضافة كأس العالم 2022 FIFA، يقود السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث الإستعدادات الحثيثة للبلاد من أجل تنظيم الحدث الكروي الأكبر في العالم. وفي هذه المقابلة الحصرية مع www.sc.qa، يستعرض الأمين العام أبرز اللحظات التي مرت خلال السنوات السابقة، ويشرح السبب الذي سيجعل 2017 عام تطور كبير في مختلف مشاريع الملاعب، كما يفسّر إيمانه الراسخ بقدرة قطر على وضع معيار جديد لاستضافة البطولات الرياضية مستقبلاً.

www.sc.qa: انتصف مشوار الإستعدادات في قطر لاستضافة كأس العالم 2022 FIFA ما مدى أهمية هذه اللحظة؟ حسن الذوادي: هذه فترة في غاية الأهمية لقد قطعنا نصف الطريق. ست سنوات منذ أن نلنا شرف استضافة كأس العالم، وما يزال أمامنا ست سنوات أخرى. كانت السنوات الست الأولى بمثابة تحدي. كلما حاول المرء إطلاق أمر جديد، سيُلاقي صعوبة متزايدة في التحضير والإدارة، واختيار المقاولين الرئيسيين للملاعب، بالإضافة إلى تحديات أخرى. كان ذلك بمثابة ختام فصل بالنسبة لنا، ولكن بوسعنا القول الآن إننا نتطلّع للنصف الثاني من الرحلة التي انتهى نصفها الأول وباقي النصف الثاني، وها نحن نصبوا للسنوات الست المقبلة. التحضيرات جارية على قدم وساق، وزاد الزخم بشكل كبير. كما إننا نحقق تقدماً بوتيرة جيدة جداً فيما يتعلق بتنفيذ المشاريع والملاعب والبنية التحتية والمبادرات ذات الصلة بكأس العالم FIFA. تمثّل الفترة الحالية بالنسبة لي فرصة للتفكير والتأمل بالدروس الهامة التي استقيناها، وكذلك إشادة متواضعة بما قمنا به، لأن كل شخص من كادر اللجنة العليا يستحق أن نربت على كتفه ونشيد بما قام به. ومن ثم العودة للعمل والتطلع للأمام من أجل السنوات الست المقبلة.

ما كانت أكثر اللحظات المهمة على المستوى الشخصي في السنوات الست الماضية؟ كان هناك العديد من اللحظات المثيرة على مدى السنوات الماضية، مثل مناطق المشجعين المبرّدة خلال كأس العالم 2014 FIFA في كتارا وأسباير، وكأس العمال، وبالأخص المباراة النهائية التي حضرها أكثر من 11 ألف شخص على المدرجات. كذلك بوسعي الحديث عن منتدى التمكين الذي عقدناه مؤخراً والذي شكّل لحظة مثيرة وعاطفية أيضاً لكونها أظهرت أهمية التواصل مع كافة أفراد المجتمع. ليس ذلك لمجرّد تلبية احتياجاتهم كأفراد من الجمهور، ولكن كذلك لاستقطابهم كمنظمين ومشاركين في تقديم كأس العالم FIFA. هناك كذلك تخريج الدفعة الأولى من معهد جسور، والنسخة الأولى من تحدي 22، والسفر رفقة الجيل المبهر إلى الأردن مع تشافي، والكثير من الأمور الأخرى. لكن، وبصراحة، لكل لحظة مكانة عزيزة على قلبي لكونها حصيلة جهود كبيرة قام بها الكثير من الأشخاص لتنفيذ مبادرة لمست قلوب الناس. ذلك هدف يعتقد كثيرون أنه بمثابة حلم وتحققه مبادرات كهذه.

بالنظر إلى أن ثمانية ملاعب قيد الإنشاء حالياً، وسيسلم المقاول الرئيسي مشروع ملعب لوسيل هذا الأسبوع، هل نتوقع أن يبلغ إنشاء الملاعب مرحلة جديدة سنة 2017؟يزداد زخم العمل، كما سيستلم المقاول الرئيسي لملعب لوسيل المشروع. ونعمل أيضاً على اختيار المقاول الرئيسي لملعب راس أبو عبود لبدء عمليات الإنشاء الرئيسية سنة 2017، كما نتطلع لانطلاق العمل في ملعب الثمامة. ستكون الملاعب الثمانية في مراحل مختلفة من الإنشاء، كما نتطلع للإنتهاء من إنشاء أول ملاعب كأس العالم 2022 FIFA وهو ملعب خليفة الدولي خلال عام 2017 لاستضافة نهائي كأس الأمير أي أنه سيكون هناك عمليات إنشاء هامة خلال السنة المقبلة.

فيما يتعلق بالفوائد الملموسة، ما الذي ستجلبه بطولة كأس العالم 2022 FIFA للمنطقة؟لطالما تمثّل هدفنا بأن يستفيد الشرق الأوسط والسكان في قطر والمنطقة من البطولة. ومن خلال مبادرات، مثل تحدي 22، تسعى للإستثمار في الإبتكار والروح الريادية لسكان الشرق الأوسط والعالم العربي، سيكون هناك فوائد على المدى البعيد من ذلك. وبما أنه سيكون هناك العديد من نسخ تحدي 22 حتى سنة 2022، سنكتشف المزيد والمزيد من الأشخاص ذوي المهارات الريادية، وهو ما من شأنه أن يشرّع الباب لضخ المزيد من الإستثمارات. وفيما يتعلق بمعهد جسور مثلاً، تتمثل الفكرة بتطوير قدرات الناس في المنطقة فيما يتعلق بصناعة الرياضة. ويتجسّد هدفنا بعيد المدى بتحسين تدريجي لإمكانات الأفراد العاملين في صناعة الرياضة، بحيث يكون بوسعهم المساهمة في تطوير الإقتصاديات الرياضية في دولهم. وسيعود هذا بالفائدة على المديين القصير والطويل. أودّ القول للجميع إن هناك الكثير من الفرص، ونتوجه بالدعوة للجميع لمحاولة الإستفادة منها بأكبر قدر ممكن. وأودّ الإشارة إلى أن هناك شخصين شكّلا مصدر إلهام كبير بالنسبة لي في هذه المبادرة. أحدهما من فلسطين والآخر من اليمن وكانا ضمن الدفعة التي تخرّجت هذه السنة. فقد واجها صعوبات جمّة لاستغلال الفرصة ويعتبران بمثابة نموذج يُحتذى به وشخصين مُلهمين لما يمكن للشرق الأوسط والعالم العربي تقديمه.

وفّرت كرة القدم الآسيوية دعماً هائلاً لقطر 2022. ما مدى الأهمية التي تحظى بها دول مثل الصين والهند في فترة التحضيرات لسنة 2022؟من نافل القول أن الصين تمثل السوق الكبير المقبل، سواء تعلّق الأمر بكرة قدم الأندية أم كرة القدم الدولية. هناك جهات راعية كبيرة من الصين، كما أن حقوق البث مملوكة لشركات صينية، أي أن الصين تدخل بقوة في عالم كرة القدم، فهي تمثل الوجهة المقبلة. ينطبق الأمر نفسه على الهند، يتم ضخ استثمارات كبيرة في الدوري الهندي، وهناك اهتمام ونسبة متابعة هائلة من قبل الجماهير الهندية فيما يتعلق بكرة القدم. وتمثل البلاد أيضاً سوقاً كبيراً في الفترة المقبلة. استضافت منطقة شرق آسيا النسخة الآسيوية الأولى من كأس العالم FIFA في 2002. ويمثّل النجاح المدوّي الذي حققته، داخل الملعب وخارجه على حد سواء، نموذجاً للنجاح المدوّي الذي يمكن لبطولة 2022 أن تحققه، وهو ما سيحصل بالتأكيد. ولا يقتصر ذلك على الشرق الأوسط والعالم العربي، بل كذلك غرب آسيا وآسيا عموماً. ستحمل النسخة الآسيوية الثانية من كأس العالم بين ثناياها قصة قارة آسيا.

اتخذتَ، على المستوى الشخصي، خطوات باتجاه عدد من أشرس منتقدي قطر. ما سبب أهمية ذلك بالنسبة لك؟لطالما قلنا إن كأس العالم FIFA تمثل جسراً يكون بمثابة منصّة لتقريب الشعوب. ومن أجل تحقيق ذلك، من الأهمية بمكان أن نلتقي بنقادنا، لكي ننظر إلى الأشخاص مباشرة ونستجيب ونعالج المخاوف التي ربما تراودهم. مصدر الكثير منها هو حقائق مغلوطة، وحالما يتمكن المرء من التواصل مع أولئك وإعلامهم بأنهم حصلوا على معلومات خاطئة، فإن ذلك يبني جسراً. لكن من المهم بالنسبة لنا أيضاً أن نستمع إلى انتقاداتهم. من شأن النقد البنّاء أن يغيّر تصوّراتنا على المستوى الداخلي. من خلال الإصغاء إلى المنتقدين وطرح رؤيتنا وفهم النقاط المشتركة والقبول باحتمالية وجود اختلافات، ينجح المرء في مدّ الجسور. يمثّل هذا الهدف المنشود من الإلتقاء مع المنتقدين. نرحّب دائماً بكل من يرغب بتوجيه نقد بنّاء، ونودّ أن نجلس حول نفس الطاولة ونستمع لما يريدون قوله. ليس جيداً أن نوصد الأبواب، ليست هذه مقاربة 2022 على الإطلاق.

أخيراً، في الوقت الذي يوجّه البعض سهام الإنتقاد، يرى آخرون إمكانية أن تكون هذه هي النسخة الأفضل من كأس العالم FIFA على الإطلاق. كيف تنظر إلى هذه الآراء المختلفة؟من الطبيعي أن تلاقي الأحداث الكبيرة كثيراً من المنتقدين والمساندين على حدّ سواء. ربما واجهنا النقد الأشرس لفترة مطوّلة. لكن ثقتنا في النهاية لم تهتز، ثقة بما تعنيه هذه النسخة من كأس العالم FIFA، وبإمكانياتنا وقدراتنا وفريقنا. إن تحدثتَ مع موظفينا في اللجنة العليا، ستلمس لديهم نفس القناعة بأن هذه النسخة من كأس العالم FIFA ستغيّر قواعد اللعبة، ليس فقط فيما يتعلق بكيفية استضافة كأس العالم FIFA -من خلال بطولة متقاربة، وفي موقع مركزي من العالم وعبر الجوانب المبتكرة التي سنوفرها في البطولة - ولكن أيضاً لحقيقة أن هذه هي النسخة الأولى من كأس العالم FIFA في الشرق الأوسط والعالم العربي، وأهمية ذلك في الحقبة التي نعيش فيها. ليس لديّ أدنى شك بأن الجميع يبذل قصارى جهده لضمان أن تكون حدثاً رياضياً عالمياً ونسخة من كأس العالم FIFA سيخلّدها التاريخ كعلامة فارقة. ونحن ماضون في سبيل ذلك.