الاثنين 16 ديسمبر 2019, 11:29

الدكتور عبدالغني وتقنية التبريد في قطر ٢٠٢٢

انضم الدكتور سعود عبدالغني عام 2009 إلى فريق إعداد ملف قطر لاستضافة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ بعد أن تواصلت اللجنة العليا للمشاريع والإرث مع جامعة قطر، حيث يعمل د. عبدالغني أستاذاً في كلية الهندسة، وذلك بهدف البحث عن حلول للتغلّب على حرارة الصيف في قطر خلال فترة تنظيم العرس الكروي عام 2022.

وبعد عشر سنوات على انضمامه إلى ملف قطر ٢٠٢٢، تحدّث الدكتور سعود عبدالغني، مهندس تقنية تبريد استادات بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، أمام مجموعة من الصحفيين في استاد الجنوب عن هذه التقنية المتطورة.

والدكتور عبدالغني أن "تبريد الإستاد يشبه عملية تبريد مقصورة سيارة، مشيراً إلى أن مصدر إلهامه لابتكار هذه التقنية كانت أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه، والتي كان موضوعها تبريد الهواء في مقصورة سيارة "فورد مونديو"، موضحاً أن تقنيات التبريد تستعين بالأدوات ذاتها لكننا نستخدمها هنا على نطاق أوسع."

وحول هذه المرحلة قال الدكتور عبدالغني: "عند الإعداد لتقديم ملف قطر لاستضافة كأس العالم ٢٠٢٢، أردنا تقديم ملف فريد يتميز عن غيره من الملفات المنافسة. وعادة ما تستعرض الدول في هذه المرحلة استاداتها من ناحية التصميم وليس التقنية المستخدمة في تشييدها، أما نحن فقد قدمنا استاداتنا بطريقة مغايرة، وركزنا على الجانب التقني في تشييد استادات كأس العالم."

vkwzecairiprgeg4tphb.jpg

وسيشهد عام 2022 استخدام تقنية الدكتور عبدالغني في غالبية الإستادات التي ستستضيف مباريات بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، وقد بدأت بالفعل الإستفادة من هذه التقنية المبتكرة في استاد خليفة الدولي، واستاد الجنوب.

تعتمد التقنية المتطورة على المزج بين العزل أو ما يُطلق عليه الدكتور عبدالغني "النقاط المستهدفة"، ما يعني أن عملية التبريد في الإستاد تقتصر على المساحات التي يتواجد فيها الأفراد، حيث يعمل هيكل الإستاد كجدار يحيط بمنطقة مبرّدة في داخله. وتعمل آلية تبريد الإستاد عن طريق مرور الهواء المبرّد عبر مخارج خاصة أسفل مقاعد المشجعين، وفوهات كبيرة لتبريد أرضية الاستاد، كما تُستخدم تقنية توزيع الهواء، حيث يتم سحب الهواء المبرّد من قبل، ليعاد تبريده مرة أخرى ثم تنقيته، قبل دفعه مجدداً إلى الإستاد.

وفي هذا السياق يضيف الدكتور عبدالغني: "لا يقتصر عمل هذه التقنية على تبريد الهواء بل وتنقيته أيضاً، إذ لن يواجه المشجعون ممن لديهم حساسية أو صعوبة تنفس أية مشكلة، ذلك لأن الهواء داخل الإستاد هو الأنظف والأنقى على الإطلاق."

وتُعد تقنية الدكتور عبدالغني أكثر استدامة بنسبة 40% مقارنة بالتقنيات الأخرى المتوفرة، وترتكز هذه التقنية على تبريد الإستاد ساعتين فقط قبل موعد المباراة، ما يقلل بكثير الطاقة التي يستهلكها الإستاد مقارنة بالطرق الأخرى المستخدمة. إلى جانب ذلك، يتلاءم عمل التقنية الجديدة مع تصميم الاستادات، ما يجعلها أكثر كفاءة في الأداء والمحافظة على البيئة، حيث تركّز التقنية في عملها على الاحتفاظ بالهواء البارد في داخل الإستاد ودفع الهواء الساخن إلى خارجه، وهنا يواصل الدكتور عبدالغني قائلاً: "أهم ما في الأمر هو التبريد بفاعلية، أي عدم السماح للرياح بالدخول إلى الإستاد، لذلك ينبغي دراسة حجم وتصميم الإستاد ثم العمل وفقاً لذلك لمنع الهواء الساخن في خارج الإستاد من التغلغل إلى داخله."

rjuetiqfmeryh9fnkmts.jpg

ويُوضح الدكتور عبدالغني أنه ليس من السهل تصميم أول استادات مبرّدة في تاريخ بطولة كأس العالم FIFA™ قائلاً: "يتمثل التحدي الأكبر الذي يواجه العمل على تبريد استاد هو سقفه المفتوح الذي يسمح بدخول الهواء الساخن. لذلك تبرز أهمية دراسة النقاط التي يمكن أن يخرج منها الهواء، وآلية دفعه وسحبه، وهو أمر يختلف من استاد لآخر اعتماداً على تصميمه وارتفاعه وأبعاده."

وألقى المهندس عبدالغني الضوء على أهمية مثل هذه الدراسات للمساعدة في تطوير تقنيات التبريد لتكون أكثر استدامة، مشيراً إلى أن استاد البيت الذي جرى تصميمه في البداية بواجهة لونها داكن، أصبح الآن بواجهة ذات لون أفتح، ما أدى إلى خفض درجة الحرارة في داخل الإستاد بنحو 5 درجات مئوية، علاوة على أن تصاميم الإستادات جرى إعدادها لضمان أقصى مستوى من الراحة للمشجعين خلال المباريات، حيث توجد الآن في استاد الجنوب مخارج أسفل مقاعد المشجعين يخرج عبرها الهواء بلطف من زوايا محددة.

وستشهد منافسات قطر ٢٠٢٢ تبريد الإستادات المستضيفة للمباريات بدرجة حرارة تتراوح بين 18-24 درجة مئوية. ورغم أن مباريات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ ستقام في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، حيث تبقى درجات الحرارة عادة معتدلة، وهي ملائمة للاعبين والمشجعين، واصلت اللجنة العليا للمشاريع والإرث تطوير تقنيات التبريد بهدف بناء إرث يدوم بعد انتهاء منافسات البطولة.

ويوضح الدكتور عبدالغني: "يُمكن الإستفادة من استاداتنا على مدار الساعة وطوال أيام العام، ما سيترك إرثاً لدولة قطر بعد انتهاء البطولة، ويجنّبنا بناء استادات ومنشآت رياضية غير مُستغلة بعد انتهاء البطولة."

ss6ex0estaieenrw1zgb.jpg