في مثل هذا اليوم خلال كأس العالم البرازيل 2014 FIFA، تأهل المنتخب الجزائري لأول مرة في تاريخه إلى الدور الثاني من كأس العالم FIFA، بعدما شارك قبلها ثلاث مرات 1982، 1986 و2010 وغادر من الدور الأول، حيث دخل الخضر بتشكيلة شابة وقوية بناها المدرب البوسني خليلودزيتش في ثلاث سنوات بداية من 2011، لينتهي المشوار بتأهل غير مسبوق في أرض السامبا البرازيل.

الخميس 26 يونيو/حزيران 2014، ملعب أرينا دي بايكسادا، كوريتيبا

روسيا: كوكورين (5')

الجزائر: سليماني (59')

دخل المنتخب الجزائري المباراة الأولى بقوة أمام بلجيكا، وكان السباق إلى التهديف بركلة جزاء من سفيان فيجولي الذي وضعها على يسار الحارس ثيبو كورتوا، لكن سرعان ما عاد منتخب بلجيكا في الشوط الثاني وعدل النتيجة برأسية من فيلايني وأضاف الهدف الثاني بهجمة معاكسة أنهاها ميرتينس في شباك مبولحي.

خسارة محاربي الصحراء المباراة الأولى أمام بلجيكا دفع بالمدرب البوسني إلى إجراء خمس تغييرات كاملة في التشكيلة، بإقحام كل من جابو، براهيمي، مصباح، سليماني وبلكالام، وتمكنت الجزائر من تسجيل رباعية كاملة في شباك الكوريين تداول على تسجيلها كل من سليماني وجابو وحاليش وبراهيمي، وهي المرة الأولى التي تسجل فيها الجزائر أربعة أهداف في كأس العالم FIFA.

كانت الجزائر تملك ثلاث نقاط قبل مواجهة روسيا، فيما كنت روسيا بنقطة واحدة بعد تعادل أمام كوريا الجنوبية وخسارة من بلجيكا، وكان الروس بحاجة للفوز ويكفي الجزائر التعادل للتأهل، وخرج فجولي مصاباً من رأسه وبقي يعالج خارج المستطيل الأخضر ما سمح لروسيا من تسجيل هدف السبق الذي أدخل الجزائر في دوامة الركض وراء النتيجة لتعديلها.

حاول المنتخب الجزائي كثيراً التعديل في الشوط الأول لكنه انتهى بتفوق روسيا بهدف يتيم، وجاءت ركلة حرة مباشرة بعجد عرقلة جابو، نفذها ياسين براهيمي بطريقة رائعة، ليخطفها إسلام سليماني برأسه لما ارتقى عالياً فوق الحارس أكنيفيف ووضعها في الشباك معيداً الروح للخضر.

عاشت الجماهير الجزائرية في الملعب و40 مليون جزائري على الأعصاب في الثلاثين دقيقة الأخيرة، حيث أخرج الحارس الجزائري رايس مبولحي أكثر من كرة خطيرة خاصة من المهاجم كوروكين مسجل الهدف الأول، وبقي الجميع يترقب نهاية المباراة حتى أطلق الحكم شاكيري صافرة النهائية لتنطلق الأفراح في أرينا دي بايكسادا بكوريتيبا أين احتفل لاعبي المنتخب الجزائري مطولاً بالعلم الجزائري.

كانت مباراة ثمن النهائي خاصة جداً بالنسبة للمنتخب الجزائري، الذي سبق له مواجهة ألمانيا مرة واحدة في تاريخه بكأس العالم أسبانيا 1982 FIFA وعاد الفوز حينها للجزائر بهدفين لهدف، وفي مباراة 2014 انتهى الوقت الرسمي بالتعادل السلبي، لكن ألمانيا سجلت هدفين في الوقت بدل الضائع من شورلوه ومسعود أوزيل، وقلص النتيجة للجزائر عبد المؤمن جابو، ليخرج المنتخب الجزائري بشرف أمام المنتخب الذي فاز بعدها بسباعية على البرازيل في نصف النهائي، وتوج باللقب بعد فوزه بهدف جوتزه أمام الأرجنتين.

أجمع أكثر من مليون جزائري في مطار هواري بومدين لانتظار بعثة المنتخب الجزائري القادمة من البرازيل، وخرج الأبطال في حافلة مفتوحة للإحتفال مع الجماهير الذي دام لساعات كاملة، في لحظات استثنائية وتاريخية لا يزال الشعب الجزائري يتذكرها ليومنا هذا.

"أمام روسسيا لعبنا مقابلة تاريخية، لقد كان اللاعبون محاربين على أرضية الميدان، وبصراحة النتيجة لم تكن ظالمة للمنتخب الروسي رغم قوته، ونحن استحقينا التأهل إلى الدور الثاني. خلال كأس العالم البرازيل 2014، وصلنا لمرحلة متقدمة في للتحكم في الأمور التكتيكية والفنية، وأصبحت لدينا ثقة كبيرة في قدراتنا ومؤهلاتنا، ولو لم ننهزم أمام المانيا، كان بإمكاننا الوصول للمباراة النهائية." مدرب المنتخب الجزائري في 2014 وحيد خليلودزيتش.

من بين اللاعبين المتألقين أمام روسيا كان مسجل هدف التأهل، وقال إسلام سليماني "هدفي في مرمى منتخب روسيا خلال نهائيات كأس العالم 2014 يبقى أجمل ذكرى بالنسبة لي."

4- سجلت الجزائر لأول مرة في تاريخا أربعة أهداف في مباراة واحدة في كأس العالم FIFA، وكان ذلك في اللقاء الثاني أمام كوريا الجنوبية ما زاد من حظوظ الجزائر للتأهل إلى الدور الثاني.

شارك في نسخة البرازيل 2014 20 لاعباً من أصل 23، فلم يشارك فقط لياسين كادامورو والحارسين الاحتياطيين سيدريك محمد ومحمد لمين زيماموش، وهذا دليل أن خليلودزيتش لم يكن يعتمد على تشكيلة محددة، ورغم التغييرات الكثيرة لكن النتائج بقيت ثابتة.