الجمعة 06 نوفمبر 2020, 00:22

التعمري، سفير الكرة الأردنية في أوروبا وحامل آمالها

  • يُعتبر موسى التعمري أحد الركائز الأساسية لمنتخب الأردن

  • يؤمن بقدرة "النشامى" على التأهل للدور الحاسم من تصفيات قطر ٢٠٢٢

  • بدأ مسيرته الإحترافية في قبرص وتحول الآن للدوري البلجيكي

يملك أحلاماً كبيرة ويسعى لتحقيقها الواحد تلو الأخر، بدأ على الطريق الصحيح وهاهو يسابق الزمن من أجل كسب الخبرات والإرتقاء بمستواه لكي يصيب الهدف المنشود، يحمل النجم الأردني موسى التعمري آمال الكثيرين على عاتقه كي يساهم برفع علم بلاده في أكبر المحافل الدولية، وأهمها بالطبع نهائيات قطر ٢٠٢٢ التي تُعتبر في مقدمة أولوياته مع منتخب النشامى.

لم يتبقَ على ختام منافسات المجموعة الثانية من تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ سوى ثلاث مباريات أمام منتخب الأردن، ولكي يضمن التأهل عليه أن يكسبها جميعاً، ستكون أشبه بمباريات نهائية أمام منتخب الكويت، الذي يملك نفس رصيد الأردن (10 نقاط)، ثم نيبال وأخيراً أستراليا (المتصدرة بـ12 نقطة).

ويعوّل الأردنيون على نجمهم التعمري وبقية زملاءه المحترفين لكي يقدموا الاضافة المناسبة و يترجموا ما يريده الجميع في هذه المباريات حتى يعود النشامى للدور الحاسم للمرة الثانية، بعد أن بلغوه في تصفيات البرازيل 2014 وتقدموا فيه حتى مباراة الملحق القاري أمام أوروجواي.

يقول التعمري عن هذه المباريات "ندرك جيداً أنه لا مجال للتفريط بأي نقطة، سنذهب للعب هذه اللقاءات بنية الفوز فقط. لدينا ثقة كبيرة بأنفسنا لكي نكون في الموعد ونقدم ذات الأداء المعروف عن منتخب الأردن (اللعب بروح قتالية) من أجل تحقيق الانتصار."

مواصلة البناء

سيكون التعمري مدعواً مع زملاءه الأسبوع المقبل للإجتماع من جديد في معسكر تدريبي يُقام في دبي، حيث يخوض المنتخب الأردني مواجهتين وديتين أمام العراق وسوريا، وذلك من أجل إعادة لم شمل الفريق الذي غاب عن المباريات طيلة الأشهر الماضية، جراء توقف المباريات بفعل جائحة كورونا.

يملك منتخب النشامى مرجعية للتعويل عليها، وذلك بعد الأداء والنتائج التي تحققت في كأس آسيا 2019، من أجل العودة القوية في تصفيات كأس العالم الحالية وتحقيق النتائج المأمولة. خلال تلك النهائيات تفوق الأردن على استراليا وسوريا وتصدر مجموعته في الدور الأول "ذهبنا للبطولة من أجل إظهار قوتنا وأننا نملك الشيء الكثير لنقدمه أمام أكبر المنتخبات، ما حققناه في الدور الأول أعطانا الكثير من الثقة للبناء عليه في المستقبل."

كان يُمكن للنشامى أن يتوغّلوا في أدوار البطولة، لكن مباراة الدور الثاني أمام فيتنام تركت جرحاً يمكن أن يتعلّم منه الفريق والجهاز التدريبي "كان كل شيء يسير بشكل صحيح في البطولة، حتى ذلك اليوم (مواجهة فيتنام) أعتقد أنه من الأيام الصعبة التي تشعر فيها أن كرة القدم لن تمنحك ما تستحق، لم يحالفنا التوفيق لترجمة الفرص أو حتى خلال ركلات الترجيح. ربما أهدرنا فرصة تاريخية للذهاب بعيداً في النهائيات."

urwz1n1gye9vudbte1gn.jpg

المشوار الأوروبي

رغم صغر سنه (23 عاماً) إلا أن التعمري يملك أفكاراً ناضجة ويعرف ماهي الخطوات الواجب القيام بها، ولذلك منذ أن برز نجمه في البطولة المحلية رفقة فريقي شباب الأردن ثم الجزيرة، سارع لاختصار الزمن وقام بنقلته الكبيرة متوجهاً نحو قبرص لكي يلعب هناك مع أبويل نيقوسيا، وصل صيف العام 2018، وقدم في موسمه الأول أداء مبهراً وساعد الفريق على التتويج بلقب الدوري ثم كأس السوبر.

توج التعمري بجوائز أفضل لاعب في الدوري بحسب تصويت الجماهير وأفضل جناح أيسر من بين اللاعبين الأجانب اضافة لاختياره ضمن التشكيلة المثالية حسب آراء الخبراء "كان موسماً مثاليا بالنسبة لي، كان هدفي أن أظهر أفضل ما لدي والحمد لله وفقت في كل شيء. ارتقيت خلال تجربتي مع أبويل لمستويات جديدة في مسيرتي، خصوصا مع خوض بطولة الدوري الأوروبي وتصفيات دوري أبطال أوروبا. عندما تواجه أندية كبيرة مثل أياكس وإشبيلية فإنك تبلغ قمة المنافسة مع أندية توجت بالقاب أوروبية."

تحوّل التعمري نحو الدوري البلجيكي وارتدى قميص آود هيفرلي لوفين اعتباراً من الجولة التاسعة، حيث وصل هناك في أكتوبر الماضي، وبسرعة انخرط بمواجهات كبيرة أمام أندرلخت وكلوب بروج.

وقال "بعد الدوري القبرصي، كان لابد من التحوّل نحو بطولة تقترب فيها من المستويات الأوروبية الكبيرة، في بلجيكا هناك العديد من الأندية الكبيرة التي تشارك دوما في دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي. بسرعة بدأت أتعرف على الفوارق ما بين قبرص وبلجيكا، سواء من حيث التواجد لفترة أطول في النادي، أو من حيث القيام بحصتين تدريبيتين ولعدة أيام خلال الأسبوع."

يستهدف التعمري الإستفادة من كل التفاصيل التي يعيشها في البطولة البلجيكية حيث يضيف "لديّ عدة أهداف لتحقيقها هناك، تطوير الجوانب البدنية، من حيث السرعة وتحسين معدلات الجري في المباريات، وتنفيذ الواجبات الهجومية والدفاعية في آن معاً طيلة دقائق اللعب، أشياء تفصيلية مهمة للاعب المحترف."

حاز التعمري على مساندة كل الأردنيين طيلة العاميين الماضيين، ومع تحولّه للدوري البلجيكي سوف تتم ملاحقة ما ينجزه هناك، فعلاوة على كونه سفير الكرة الأردنية في أوروبا، سيبقى أحد أهم الركائز للمنتخب الوطني التي تعلّق عليها آمال الفوز.