تتواجه إسبانيا وألمانيا، بطلتا العام في نسختي 2010 و2014 توالياً، في دور المجموعات لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™. بينما جاءت القرعة صعبة على قطر، البلد المضيف، التي ستواجه هولندا، الوصيفة ثلاث مرات، والسنغال، أحد أقوى المنتخبات الأفريقية التي تأهلت إلى نهائيات كأس العالمي، والإكوادور، التي تأهلت على حساب كل من بيرو وكولومبيا وتشيلي. وستصطدم فرنسا، حاملة اللقب، بالدنمارك، واحدة من المنتخبات الأولى التي حجزت تذكرة السفر إلى قطر، بينما ستواجه الأرجنتين منتخبات المكسيك وبولندا والمملكة العربية السعودية. ومن جهتها، ستخوض كندا أولى مبارياتها في كأس العالم منذ 36 عاماً ضد بلجيكا.

لم تكن القرعة رحيمة مع قطر. إذ سيستهلّ البلد المضيف والوافد الجديد على المسابقة بمباراة حاسمة ضد الإكوادور، قبل مواجهة السنغال وهولندا. وستتجه كل الأنظار إلى مباراة هولندا ضد السنغال. فجماهير أسود التيرانجا تعقد الآمال على كتيبة إدوارد مندي وخاليدو كوليبالي وإدريسا جاي وساديو ماني لتكون أول بلد أفريقي يتخطى ربع النهائي، بينما تأمل الطواحين البرتقالية في أن يلهمهم فيرجيل فان دايك وفرينكي دي يونج وجورجينيو فاينالدوم وممفيس ديباي خلال عودتها إلى أم البطولات. هل تعلم؟ عندما انطلقت التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كوريا الجنوبية/اليابان 2002، كانت السنغال تحتل المركز 79 في التصنيف العالميFIFA/Coca-Cola ، وراء منتخبات مثل تايلاند وكوبا وهايتي. ومع ذلك، تأهل أسود التيرينجا إلى الدور ثمن النهائي في تلك النسخة من نهائيات كأس العالم.

الصدام الثالث بين إنجلترا والولايات المتحدة سيكون الموعد الأبرز في المجموعة. فقد فاجأت كتيبة العم سام نظيرتها الأسود الثلاثة في البرازيل 1950 ثم تعادلت معها (1-1) في جنوب إفريقيا 2010، في طريقها لتصدر المجموعة الثالثة، حيث أرسلت المنتخب الإنجليزي إلى الدور ثمن النهائي لمواجهة ألمانيا، لينهزم بنتيجة 4-1. وستكون المواجهات الفرعية مثيرة للاهتمام كذلك، حيث سيواجه جيوفاني رينا زميله في بوروسيا دورتموند جود بيلينجهام، وسيجتمع كريستيان بوليسيتش مع زملائه في تشيلسي ريس جيمس وبن تشيلويل وميسون ماونت. لقاء آخر ينتظر المنتخب الأمريكي الشاب والواعد، بعد الهزيمة (2-1) أمام إيران في مواجهة مثيرة في فرنسا 1998. تصدر المنتخب الإيراني، الذي يضم في صفوفه رضا جهانبخش وسردار آزمون ومهدي طارمي، التصفيات الآسيوية. وسينضم للمجموعة اسكتلندا أو كرانيا أو وايلز. هل تتخيلون مواجهة أولى في كأس العالم بين الاسكتلنديين والإنجليز؟ هل تعلم؟ عندما كان منتخب الولايات المتحدة، يضم في صفوفه سائق عربة لنقل الموتى وساعي البريد، تفوق على إنجلترا (1-0) في مفاجأة مدوية في البرازيل 1950، حيث كتبت إحدى الصحف البريطانية، متذرعة بخطأ مطبعي، أن إنجلترا فازت بنتيجة 10-1.

قد تكون هذه آخر فرصة لليونيل ميسي للفوز بالكأس الوحيدة المستعصية عليه حتى الآن. ولن يكون الطريق مفروشاً بالورود. إذ من المحتمل أن يشكل روبرت ليفاندوفسكي، الفائز بجائزة FIFA لأفضل لاعب سنتي 2020 و2021، وبولندا أكبر تهديد للأرجنتين. كما أن المكسيك، التي تأهلت إلى مرحلة خروج المغلوب في آخر سبع نهائيات لكأس العالم، تثق في قدرات هيرفينج لوزانو وراؤول خيمينيز ورفاقهم لتحقيق نفس الإنجاز مرة أخرى. ومن جهتها، تأهلت السعودية أمام اليابان وأستراليا في القارة الآسيوية. هل تعلم؟ لم يكن ماريو كيمبس قد سجل في كأس العالم في أكثر من 11 ساعة من اللعب قبل مواجهة بولندا في الدور الثاني في نهائيات 1978. وقبل المباراة، أقنع سيزار لويس مينوتي "الماتادور" بأن حلق شاربه سيضع حدا لجفافه التهديفي. ووافق كيمبس، اليائس، على ذلك، وسجل هدفين في مرمى البولنديين، لينهي البطولة كأفضل هداف برصيد ستة أهداف.

الدنمارك تخطف الأضواء. فقد أنهت التصفيات الأوروبية بأكبر عدد من النقاط إلى جانب ألمانيا، ولم تتلق شباكها سوى ثلاثة أهداف في عشر مباريات. وستكون هذه الصلابة الدفاعية على المحك عند مواجهة كيليان مبابي وأنطوان جريزمان وكريم بنزيمة. تغلبت تونس، التي أصبحت أول منتخب أفريقي يحقق الفوز في كأس العالم 1978، على بنما وقارعت إنجلترا رغم الهزيمة (2-1) في روسيا 2018. وتسعى نسور قرطاج إلى بلوغ مرحلة خروج المغلوب لأول مرة في مشاركتها السادسة. وستكمل أستراليا أو بيرو أو الإمارات العربية المتحدة عقد المجموعة. هل تعلم؟ وُلد حنبعل المجبري، الذي كان والده لاعب كرة قدم في تونس، في فرنسا ومثّل هذا البلد على مستوى تحت 17 سنة قبل أن يختار أخيراً اللعب دولياً مع تونس. وقد تألق لاعب خط وسط مانشستر يونايتد، البالغ من العمر 19 عاماً، في النسخة الأخيرة من كأس العرب FIFA.

ضخت جواهر برشلونة، جافي وبيدري وأنسو فاتي وفيران توريس، دماءً جديدةً في إسبانيا، بينما تتباهى ألمانيا بنجوم من حجم مانويل نوير ويوشوا كيمييش وإلكاي جوندوجان وجمال موسيالا وكاي هافرتس. يبدو على الورق أن حظوظ اليابان ليست وافرة، لكنها تأهلت إلى مرحلة خروج المغلوب في ثلاث من آخر خمس نهائيات لكأس العالم. يشار إلى أن الفائز من لقاء كوستاريكا ونيوزيلندا سيكمل عقد المجموعة. ولم تنهزم كتيبة "كيوي" في أي مباراة في جنوب إفريقيا 2010، بينما تصدر كتيبة لوس تيكوس مجموعتها التي كانت تضم كلاً من أوروجواي وإيطاليا وإنجلترا في نسخة البرازيل 2014. هل تعلم؟ كان كارليس بويول الهداف غير المتوقع في المباراة الأخيرة التي جمعت إسبانيا بألمانيا في كأس العالم، حيث فازت لاروخا بنتيجة 1-0 في نصف نهائي جنوب أفريقيا 2010. وأنهت كتيبة المانشافت تلك البطولة بمتوسط 2,3 هدفاً في المباراة الواحدة، بينما سجل الأسبان متوسط 1,1 هدفاً فقط في كل مباراة، لكنهم توّجوا مع ذلك أبطالاً للعالم.

لا شك أن عودة كندا تثير حماسة عشاق المستديرة الساحرة، لكن مهمتهم لن تكون سهلة على الإطلاق في قطر. إذ سيواجه رفاق ألفونسو ديفيز وكايل لارين وجوناثان ديفيد بلجيكا وكرواتيا، صاحبتا المركزين الثالث والثاني توالياً في روسيا 2018، والمغرب، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إقصاء إسبانيا في دور المجموعات قبل أربع سنوات. ستكون المواجهة حامية الوطيس بين كيفين دي بروينه ولوكا مودريتش، بينما ستتجه الأنظار كذلك إلى ظهير باريس سان جيرمان، أشرف حكيمي، ومهاجم برشلونة، عبد الصمد الزلزولي، البالغ من العمر 20 عاماً. هل تعلم؟ أصبح الكرواتي دانييل سوباسيتش ثاني حارس مرمى في تاريخ كأس العالم يصدّ ثلاث ركلات جزاء في سلسلة واحدة لركلات الترجيح ضد الدنمارك في روسيا 2018. وكان حارس مرمى البرتغال، ريكاردو بيريرا، سبّاقاً إلى تحقيق هذا الإنجاز ضد إنجلترا في عام 2006.

التقت البرازيل وسويسرا وصربيا في نفس المجموعة في نهائيات روسيا 2018، التي شهدت تأهل البرازيليين والسويسريين. وفي الآونة الأخيرة، يتألق لاعبون أمثال لوكاس باكيتا ورافينها وأنتوني وفينيسيوس جونيور مع أبطال العالم خمس مرات، مما يخفف الضغوط عن الفتى الذهبي، نيمار. تعقد سويسرا آمالها أساساً على يان سومر ومانويل أكانجي وشيردان شاكيري، بينما تعوّل صربيا على سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش ودوشان فلاهوفيتش. وستحتاج الأسود غير المروضة إلى أفضل نسخة من كارل توكو إيكامبي وإريك ماكسيم تشوبو موتينج لخلق المفاجأة. هل تعلم؟ أربعة وعشرون عاماً بين ريجوبرت سونج، البالغ من العمر 17 عاماً، وروجيه ميلا، البالغ من العمر 42 عاماً، في الولايات المتحدة الأمريكية 1994، كان أكبر فارق عمري بين زميلين من نفس المنتخب في تاريخ كأس العالم. وكان سونج، المدرب الحالي للكاميرون، أصغر لاعب في المسابقة يتلقى البطاقة الحمراء ضد البرازيل.

لن يكون من السهل توقّع المتأهلين عن المجموعة الأكثر تكافؤاً في قطر ٢٠٢٢. ويمكن القول إن البرتغال لديها أفضل تشكيلة على الإطلاق بقيادة لاعبين من حجم روبن دياس وجواو كانسيلو وبرونو فرنانديز وكريستيانو رونالدو. وتجمع أوروجواي بين المهاجمين المخضرمين، لويس سواريز وإدينسون كافاني، ولاعبي الوسط الصاعدين فيديريكو فالفيردي وجورجيان دي أراسكايتا. وفي المقابل، تعتمد كوريا الجنوبية بنجمها سون هيونجمين، وهو لاعب كبير قادر على حسم أي مباراة بمفرده. ويمكن لغانا الاعتماد على لاعبها الفائق السرعة، توماس بارتي، وصانع الألعاب الحيوي، محمد قدوس. لا شك أن رونالدو يشكل دائماً عامل جذب رئيسي، لكن مباراة الثأر بين أوروجواي وغانا ستكون أيضاً منتظرة على أحرّ من الجمر. فقد حرمت يد سواريز النجوم السوداء من أن تصبح أول بلد أفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم في نسخة 2010. هل تعلم؟ يسعى رونالدو ليصبح أول لاعب يسجل في كأس العالم خمس مرات. إذا فعل ذلك فسوف يتفوق على لاعبين من حجم ميروسلاف كلوزه وأوبدوليو فاريلا وكواوتيموك بلانكو وجونار جرين، ليصبح ثاني الهدافين الأكبر سنّاً في تاريخ كأس العالم خلف روجيه ميلا.