الأربعاء 15 أبريل 2020, 11:12

#WorldCupAtHome: الأرجنتين تنتصر على المانيا في بطولة مارادونا

  • اختيرت مواجهة الأرجنتين ضد المانيا الغربية ضمن مباريات سلسلة #WorldCupAtHome

  • تعتبر واحدة من أكثر المباريات النهائية إثارة نظراً لتقلب النتيجة وأتى هدف الفوز في الوقت القاتل

  • شهدت حضوراً جماهيريا تاريخيا في استاد أزتيكا وظلت صورة تتويج مارادونا عالقة في الأذهان

استضافت المكسيك النسخة الـ13 لنهائيات كأس العالم 1986 FIFA وكانت واحدة من أجمل البطولات لما عرفته من مباريات مثيرة وأهداف رائعة تركت بصمتها في تاريخ كرة القدم ولا زالت مدار الحديث كلما ذكرت روائع العرس العالمي. يوم 29 يونيو/حزيران كان كل شيء يوحي في ملعب آزتيكا بأنه سيكون يوما مشهوداً، وهو ما تحقق بالفعل، حضور جماهيري هائل وأجواء مثالية لمتابعة مباراة بين بطلين سابقين هما الأرجنتين والمانيا الغربية، بينما كان مارادونا تحت العيون. وفي النهاية أتت الخاتمة السعيدة لجماهير الأرجنتين التي شاهدت منتخبها بطلا وأسطورتها مارادونا يعانق اللقب الكبير.

rnsvaw4zainx5svuf0u4.jpg

📝 الملخص

[[flag-arg-s]] الأرجنتين 3-2 المانيا الغربية [[flag-ger-s]]

29 يونيو/حزيرن 1986| استاد آزتيكا، مكسيكو سيتي (عدد الجمهور 114.600 ألف متفرج)

⚽ الهدافون:

الأرجنتين: خوسيه لويس براون (23)، خورخي فالدانو (56)، خورخي بوروتشاجا (84). المانيا الغربية: كارل-هاينتس رومنيجه (74)، رودي فولر (81).

التشكيلتان الأساسيتان:

الأرجنتين: نيري بومبيدو، خوسيه لويس براون، خوسيه كوجوفو، أوسكار روجيري، سيرخيو باتيستا، ريكاردو جوستي، خوليو أولرتيكوشيا، خورخي بوروتشاجا (مارسيلو تروبياني 90)، هيكتور انريكي، دييجو مارادونا © ، خورخي فالدانو.

المانيا الغربية: هارالد شوماخر، ديتمار ياكوبس، هانز بيتر بريجل، توماس بيرثولد، أندرياس بريمه، نوربرت إيدر، لوثر ماتيوس، فيليكس ماغات (دايتر هونيس 62)، كارل-هاينتس رومنيجه، كلاوس ألوفس © (رودي فولر 45).

ji8zthdgxw12erlm3jvk.jpg

👇 السياق

إثر خسارتها لنهائي النسخة السابقة في أسبانيا 82، كانت المانيا الغربية تمني النفس في تعويض فقدان اللقب ولكي يختم بعض اللاعبون الكبار مسيرتهم بأفضل ما يكون، ولكن مسيرة "مانشافات" في نهائيات المكسيك لم تكن توحي منذ البداية أن هذا الفريق سيبلغ نهاية الطريق، خصوصا وأنه نجى من الهزيمة أمام أوروجواي وتعادل 1-1، وفاز بالكاد على اسكتلندا 2-1 قبل أن يتعرض لهزيمة 0-2 أمام الدنمارك، ليتأهل ثانيا من المجموعة الخامسة. وحتى في الأدوار الإقصائية انتظر تسديدة ماتيوس المتأخرة ليتخلص من المغرب في الدور الثاني 1-0، ثم إلى ركلات الترجيح للمرور من مأزق المكسيك (0-0، 4-1). لكن الفوز 2-0 على فرنسا في نصف النهائي أعطى الفريق تذكرة التأهل للنهائي.

في المقابل كانت الأرجنتين حريصة على نسيان الخروج المبكر من أسبانيا 82، فحضرت بآمال كبيرة ومتسلحة بقائدها مارادونا، فتصاعد أداء ألبيسيليستي مباراة بعد الأخرى. الفوز على كوريا الجنوبية 3-1، ثم التعادل أمام "حامل اللقب" إيطاليا 1-1، وكسب صدارة المجموعة بانتصار مريح على بلغاريا 2-0. ليستمر مسلسل الانتصارات أمام أوروجواي 1-0 في الدور الثاني، ثم ينفجر مارادونا ويذهل العالم بهدف إعجازي أمام إنجلترا وذلك الانتصار الثمين 2-1، وفي نصف النهائي قدم عرضا رائعا توجه بهدفين في شباك بلجيكا 2-0 ليتأهل التانجو للنهائي بعد 8 سنوات من الفوز باللقب في نسخة 78.

gnlbau2xw6b2xeof8dx1.jpg

⚔️ المباراة

روح براون الإنتصارية: أثناء عزف النشيد الأرجنتيني كانت الصورة تمر على وجوه لاعبي ألبيسيليستي، جميعهم بدو هادئين، باستثناء المدافع براون الذي خفض رأسه ووضع يده على عينيه وكأن الدموع ستنهمر منهما، ربما تذكر خليطا من الأحداث، فلم يكن متأكداً من قدرته على خوض البطولة بالأساس بسبب فترة الإصابات التي عرفها خلال العامين الماضيين. ولأن بيلاردو واجه إنتقادات لضمه براون في ظل هذه الظروف. إلا أن كلاهما كسب الرهان فقد أبلى بروان بشكل حسن وخاض كل المباريات وصولا للنهائي، لذلك عندما إنتهى عزف النشيد الوطني تقدم خطوة للأمام وأطلق صرخة لتحفيز زملاءه، مثلما فعل مارادونا بنفس الوقت. براون وضع بصمته عندما حلق عاليا وسجل هدف الإفتتاح الذي منح فريقه الثقة لمواصلة الطريق نحو الفوز. وما زاد من ذلك تعرضه لخلع في الكتف قبل نهاية الشوط الأول، ولكنه رفض مغادرة اللعب واستمر وهو يعلق يده في قميصه الذي جعل به فتحة. كانت ملحمة تاريخية قام بها بروان.

عودة المانية كربونية: على مدار تاريخ كأس العالم، حقق الألمان عودة بالنتيجة في كثير من المباريات التي ظهر وكأنها إنتهت نظريا حين يظن الجميع ذلك، إلا أن لاعبي "مانشافت" وحدهم من كانوا يؤمنون بقدرتهم على العودة "المستحيلة". وهذا ما كان، ففي الوقت الذي كان الأرجنتينيون يعملون على منع الخطر عن مرمى بومبيدو، انتفض الألمان وأدركوا التعادل خلال خمس دقائق عبر رومنيجه وفولر وبنفس الطريقة، ركنية من بريمه ومتابعة للكرة في منطقة المرمى، تعادل كان ليغير الأمور لولا ماحدث تاليا...

النهاية السعيدة: ظن الجميع أن الوقت الإضافي قادم لا محالة، فلم يتبق من الوقت إلا القليل. ولكن دييجو مارادونا باغت الدفاع الألماني الذي أراد محاصرته عندما استقبل كرة متوسطة عند الدائرة، لكن دييجو احتاج أقل من ثانية فقط ليقرر تمرير الكرة نحو العمق، حيث انطلق بورتشاجا نحو المرمى ليسجل هدف الفوز الثمين.

s6zmhifjggufcoy6lkz4.jpg

🌟 نجم المباراة

فرض خورخي بوروتشاجا نفسه نجما للمباراة، فصاحب القميص رقم 7، قدم أداء لافتا في البطولة ككل والمباراة النهائية خصوصا. لقد كان مزعجا بتحركاته على الأجنحة وعرف كيف يربك الرقابة التي كانت تواجهه. في كرة الهدف الأول كان صاحب الكرة العرضية من الطرف الأيمن والتي وصلت براون وحقق منها الهدف الأول، ثم في لحظات الياس إثر تعادل المانيا، كان يرفع من تركيزه فأدرك أن الكرة التي ستكون عند مارادونا هي لحظته الحاسمة، ليتحرك بالعرض ضاربا الرقابة ما سمح له بالانطلاق خلف الكرة، ورغم براعته في القدم اليمنى، إلا أنه ساقاها بقدمه اليسرى ودفعها أمامه بقوة، لكن تسارعه وراءها كان مذهلا رغم أنه كان في نهاية الوقت، وسط ملاحقة وضغط من المدافع هانز بريجل، وصل قريبا من مرمى شوماخر وسدد في الشباك. كان كما المخرج الذي أعلن نجاح المشهد الأخير وقال كلمته: لقد إنتهينا الآن.

🎙️ التصريحات

" نعم، لم ألمس الكأس خلال الاحتفالات، وقد خلعت الميدالية من حول عنقي، لقد كنت منزعجاً حقاً. لقد تدربنا كثيراً وكثيراً وبشكل يومي على مثل هذه الوضعيات، لكنهم سجلوا مرتين من نفس المشهد، ركنية داخل منطقة المرمى هذا غير مقبول بالنسبة لي. لقد شعرت وكأنني ميت لحظتها". كارلوس بيلاردو، مدرب الأرجنتين.

"يجب أن أقول بالنسبة لي وبدون شك كانت اللحظة الأروع في مسيرتي، لقد لامست السماء بيدي. لقد كنت الشخص الذي حدد مصير اللقب. كانت مباراة مميزة بالنسبة لنا، لقد تقدمنا بهدفين وتمكنوا من التعادل. ولكن أنا الذي سجلت الهدف الحاسم، هو الهدف الأسعد خلال مسيرتي، إنه الهدف الذي يحلم به أي لاعب". خورخي بوروتشاجا.

🏆 نهاية المشوار

اقترنت نسخة المكسيك 1986 باسم دييجو آرماندو مارادونا، فالأسطورة الأرجنتينية حفر اسمه بأحرف من ذهب خلال هذه البطولة. لقد كان بلا شك أفضل لاعب فيها وفاز بالكرة الذهبية، وتوج بالحذاء الفضي لأفضل هداف (مشاركا كاريكا وبوتراجينيو) مسجلا خمسة أهداف وبفارق هدف وحيد خلف الإنجليزي لينكر الذي سجل ستة. وعلاوة على ذلك فقد كان تأثير دييجو هائلا على فريقه، فإضافة لأهدافه الخمسة، قام بتمرير 5 كرات حاسمة وبذلك تداخل في 10 أهداف من الـ14 التي سجلها ألبيسيلستي بمعدل 71 بالمئة. كما أن مجرد لمسه للكرة كان يجذب الدفاع المنافس، الأمر الذي يجعل من تحركات مارادونا مفتاحا لخلق الثغرات ومربكة للفريق المنافس الذي كان يضاعف دوما من الإنقضاض على مارادونا بلاعبين وربما ثلاثة بعض الأحيان. إذن تدين الأرجنتين لما فعله دييجو خلال البطولة وتبقى صورته عند رفع الكأس فوق المنصة ثم عند نزوله أرضية الملعب وحمله على الأعناق من قبل الجماهير خالدتين في تاريخ كأس العالم FIFA.