الاثنين 01 يونيو 2020, 06:32

احتفال إسرائيل بإنجازها في المكسيك 1970

  • خمسون سنة على الظهور الأول لإسرائيل في كأس العالم

  • كسر المنتخب التوقعات واقتنص تعادلين مذهلين من السويد وإيطاليا

  • "منتخبنا الذي شارك في المكسيك 1970 كان ولا يزال الأفضل على الإطلاق"

شهد كأس العالم المكسيك FIFA 1970 تنافس ثلاثة منتخبات تشارك للمرة الأولى في العرس الكروي العالمي. فإلى جانب منتخبي السلفادور والمغرب، كانت هناك إسرائيل أيضاً التي اعتقد كثيرون أن فريقها سيكتفي بشرف المشاركة. إلا أن الواقع كان مخالفاً لذلك تماماً. فقبل 50 عاماً من اليوم، ظهرت إسرائيل للمرة الأولى في المحفل الرياضي الأهم، وشكّلت تلك قفزة نوعية من اللعب في بطولة محلية وصولاً إلى مقارعة الكبار في أم البطولات.

عن ذلك الإنجاز، قال لاعب الجناح الأيسر شموئيلروزنتال: "وصلنا إلى المكسيك وقلوبنا مرتجفة. كنا لاعبين مغمورين نتابع أخبار نجوم كأس العالم، وعلى رأسهم بيليه العظيم، عبر شاشات السينما والصحف وأفلام الأبيض والأسود بعدسة 8 ملم".

لكن شمس مدينة بويبلا الدافئة كانت في استقبالهم لخوض ثاني مباريات المكسيك 1970. ورغم فوز أوروجواي بهدفين دون ردّ، إلا أن المنتخب البرازيلي أظهر أنه خصم ليس بالسهل وشكّل ذلك مؤشراً على القادم منه. فبعد أيام قليلة، نجح الفريق بانتزاع التعادل بهدف لمثله من السويد التي كانت قد بلغت المباراة النهائية قبل ذلك باثني عشر سنة.

اتجهت إسرائيل إلى آخر مباريات مرحلة المجموعات والفرصة لا تزال متاحة أمامها للتقدم إلى الدور التالي. وأتى التعادل السلبي أمام المنتخب الإيطالي بقيادة لويجي ريفا ليُثبت خطأ المشككين بوجود منتخبات قوية خارج معقلي كرة القدم التقليديين المتمثلَين بأوروبا وأمريكا الجنوبية.

وعن ذلك قال مردخاي شبيغلر أسطورة التهديف في المنتخب الإسرائيلي وقلبه النابض: "كنا فريقاً وطنياً. وضعنا الأنانية خلف ظهرنا، وعملنا بجدّ".

أتى ذلك التأهل إلى المكسيك 1970 بعد خمس محاولات فاشلة لإسرائيل في بلوغ البطولة العالمية. آنذاك كانت إسرائيل تخوض المنافسات التمهيدية تحت مظلة الاتحاد الآسيوي، مع العلم أنها نالت لقب كأس آسيا عام 1964. وأتى الفوز بنتيجة إجمالية لمباراتي الذهاب والإياب 2-1 على أستراليا، ليجعل إسرائيل تنجح بالعبور للنهائيات، بفضل هدف حاسم من توقيع شبيغلر.

لكن هدفه الأجمل الذي خلّدته الذاكرة أتى في مباراة مرحلة المجموعات من اللقاء أمام السويد في مدينة تولكا. فبعد أن سجّل توم توريسون لممثلي أوروبا في مطلع الشوط الثاني، سدد شبيغلر كرة صاروخية إلى شباك السويديين على مسافة 20 متراً من المرمى.

وقد تذكّر مجريات ذلك المشارَكة حارس المنتخب إسحق فيسوكر قائلاً: "مرّت خمسون سنة على بطولة المكسيك 1970، وجميعنا يشعر بالإثارة عند تذكرها. كانت تلك النسخة من كأس العالم مذهلة من كل النواحي. فإلى جانب الاهتمام العالمي، تحدث الجميع هنا في إسرائيل عن كرة القدم والمنتخب. أما فرص التقدم للدور التالي فقد كانت ضئيلة، وبخاصة بحسب الصحف، بالنظر إلى خصومنا".

cijy29io8niidfjrsiuj.jpg

كانت الفرصة متاحة أمام إيطاليا للفوز بالمباراة الأخيرة في مرحلة المجموعات، ولكن سنحت أيضاً فرصة ذهبية أمام شبيغلر بهز الشباك لولا تألق الحارس إنريكوألبيرتوسي في التصدي لها.

وعن تلك المواجهة، قال لاعب الوسط اسحق شوم: "كان الضغط هائلاً في المباراة الثالثة أمام إيطاليا. فالفوز بها يعني تمكّن إسرائيل من إقصاء إيطاليا من الدور التالي. وكان ذلك سيتحول إلى حدث عالمي. منتخبنا الذي شارك في المكسيك 1970 كان ولا يزال الأفضل على الإطلاق". لكن بعد عشرة أيام من ذلك التاريخ، كان المنتخب الإيطالي طرفاً في أحد نهائيات البطولة التي خلّدها التاريخ.

واستحضر المدافع تسفي روزين تلك الأيام قائلاً: "مكثنا في المكسيك حتى نهائي البطولة. عقب إقصائنا من المنافسات، تسكعنا في صباح أحد الأيام في سوق العاصمة مكسيكو سيتي حيث التقينا بأفراد المنتخب الإيطالي الذين قالوا لنا إن المباراة بمواجهة دفاعاتنا كانت بمثابة كابوس بالنسبة لهم".

تعثرت إسرائيل في المرحلة الأخيرة من تصفيات التأهل إلى إيطاليا 1990 بعد الخسارة في ملحق القارات بنتيجة إجمالية 1-0 أمام كولومبيا بقيادة لاعب خط وسطها المخضرم كارلوس فالديراما. ويبقى الإنجاز الأكبر لإسرائيل على المستوى الكروي هو تلك البصمة المميزة التي تركها فريقها في المكسيك 1970.