الاثنين 13 يوليو 2020, 06:40

لوسيان لوران وأول أهداف عروس البطولات

  • لوسيان لوران هو صاحب الهدف الأول في تاريخ كأس العالم FIFA

  • في 13 يوليو/تموز 1930، افتتح الفرنسي التسجيل ليقود بلاده للفوز 4-1 على المكسيك

  • نستحضر مسيرته ورحلة المنتخبات الأوروبية إلى أوروجواي

إنه من الرواد الذين تظل أسماؤهم خالدة على مر العصور. فقد دوّن الفرنسي لوسيان لوران اسمه بأحرف من ذهب في كتب الأساطير، باعتباره صاحب الهدف الأول في تاريخ كأس العالم، حيث افتتح التسجيل يوم 13 يوليو/تموز 1930 في العاصمة الأوروجويانية مونتيفيديو، خلال فوز منتخب بلاده على المكسيك (4-1). لكن هذا الرجل المتواضع لم يشرح أبدًا لماذا أصبح على مر السنين أسطورة حقيقية من أساطير الساحرة المستديرة.

في المقهى الذي اشتراه بعد نهاية مسيرته على المستطيل الأخضر ووضع حد لمشواره التدريبي في بيزانسون، نادراً ما كان لوسيان لوران يتحدّث عن تسديدته تلك التي منحت التقدم للديوك في الدقيقة 19، حيث كان يكتفي بالقول إنها "جاءت على إثر تمريرة عرضية من ليبراتي"، وكأن الأمر يتعلق بهدف عادي مثل سائر الأهداف.

في الواقع، بدأت هذه الذكريات تطفو على السطح لأول مرة خلال أمسية احتفالية نظمها الإيطاليون بالتزامن مع استضافتهم نهائيات كأس العالم 1990 FIFA، حيث قال ابنه مارك، الذي قضى معه لوسيان سنواته الأخيرة قبل مفارقة الحياة: "كل ما أعرفه هو أنه لعب في المنتخب الفرنسي وشارك في كأس العالم."

وبمناسبة احتضان فرنسا نهائيات 1998، أصبح لاعب سوشو السابق، الذي خاض عشر مباريات دولية بقميص الفريق الوطني، يحظى بالمكانة التي تليق به، حيث تم الإحتفاء به على مدى ساعات، استحضر خلالها ذكريات دفينة وحكايات طريفة تُعد جزءاً من تاريخ كأس العالم، ومن بينها كواليس رحلة عبور المحيط الأطلسي في عام 1930، والتي انطلقت يوم 19 يونيو/حزيران من ميناء فيلفرونش سور مير، حيث "استغرقت خمسة عشر يومًا ذهاباً، وخمسة عشر يومًا إياباً."

t6zwjjad7rbc4sgoarmh.jpg

لوسيان لوران تاريخ الميلاد: 10 ديسمبر/كانون الأول 1907 مكان الميلاد: سان-مور-دي فوسي (فال دو مارن) الطول: 162 سم الوزن: 65 كج المركز: لاعب وسط عدد المباريات الدولية: 10 عدد الأهداف الدولية: 2

الطريق إلى أوروجواي

بالإضافة إلى أعضاء الفريق الفرنسي، سافر على متن تلك السفينة الإيطالية "كونتي فيردي" المنتخبان البلجيكي والروماني، إلى جانب العديد من الشخصيات البارزة، والتي كان على رأسها الفرنسي جول ريميه، رئيس FIFA آنذاك ومؤسس بطولة كأس العالم.

وأوضح لوسيان لوران في هذا الصدد: "واجه الإتحاد الفرنسي صعوبة كبيرة في تشكيل فريق لأن العديد من اللاعبين الذين تم الإتصال بهم اضطروا إلى عدم تلبية الدعوة في نهاية المطاف، حيث رفض رؤساؤهم السماح لهم بالمغادرة لمدة شهرين متتاليين. في ذلك الوقت، كنت أعمل بشركة بيجو [للسيارات] أنا وثلاثة من زملائي: أخي جان وأندريه ماشينو وإتيان ماتلر." وقد تمت الرحلة بسلام، علماً أن المشكل البسيط الوحيد تمثل في تزامن فترة ركض لاعبي الفرق الثلاثة فوق الجسر.

خاض المنتخب الفرنسي مباراته الأولى في ملعب بوسيتوس، معقل بينارول، إذ لم يكن حينها ملعب سينتيناريو قد اكتمل بعد، وهو الذي بُني خصيصًا لهذا الحدث. وعلّق لوران مستحضراً ذكريات ذلك اليوم: "بعد هدفي ذاك، وهو الأول في البطولة وأيضاً باكورة أهدافي مع المنتخب الفرنسي، هنأنا بعضنا البعض ولكن دون القفز فوق بعضنا البعض كما هو الحال في كرة القدم اليوم."

ولا يُخفي الأسطورة الفرنسي نظرته الناقدة لكرة القدم الحديثة، حيث يرى أن "هناك الكثير من التحايل والإحتيال، ولا يوجد ما يكفي من الإحترام للخصم والحكم. كما أن اللاعبين الدوليين يحظون اليوم برعاية تامة مثل الأطفال. كل الأمور تُقضى لهم أما نحن فكان علينا أن نعول أنفسنا."

في مباراته الثانية، ضد الأرجنتين (0-1)، أصيب في الكاحل واضطر للاكتفاء باللعب في الجناح الأيسر، حيث لم يكن يُسمح حينها بإجراء تبديلات. أما المباراة الثالثة، ضد تشيلي (0-1)، فقد غاب عنها بداعي الإصابة. كما يتذكر بشغف هدفه الثاني والأخير الذي سجله في 14 مايو/أيار 1931، وكان ضد إنجلترا في مباراة ودية، حيث أوضح قائلاً: "كنا لا نزال هواة بينما كان البريطانيون محترفين بالفعل."

توفي لوسيان لوران في 11 أبريل/نيسان 2005 بمدينة بيزانسون، لكن ذاكرته واسمه مرتبطان إلى الأبد بتاريخ كأس العالم FIFA.