الثلاثاء 09 فبراير 2021, 21:43

جوهرة الصحراء تتزيّن بألمع نجوم كرة القدم في العالم خلال كأس العالم للأندية

اتجهت أنظار مشجعي كرة القدم من كافة أنحاء العالم إلى الدوحة مع انطلاق كأس العالم للأندية FIFA قطر ٢٠٢٠™ في فرصة فريدة أتاحت لعشاق كرة القدم التعرّف عن قرب على اثنين من استادات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™.

فقد شهد استاد المدينة التعليمية، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 40 ألف مشجّع، مباراتين جمعت الأولى مساء الخميس الماضي بين نادي الدحيل، حامل لقب دوري نجوم قطر وممثل الدولة المستضيفة، والنادي الأهلي المصري، بطل أفريقيا، والذي تمكّن من حصد بطاقة الصعود إلى نصف نهائي البطولة.

واستضاف استاد المدينة التعليمية مساء الأحد الماضي مواجهة قوية بين بالميراس البرازيلي وتيجريس أونال المكسيكي الذي نجح في تسجيل أولى مفاجآت البطولة ليحجز مقعده في النهائي ويُصبح أول ممثل من Concacaf يصل إلى المباراة النهائية في تاريخ كأس العالم للأندية FIFA.

وسيشهد الاستاد منافسات اليوم الختامي للبطولة الخميس المقبل، حيث يستضيف مباراة تحديد الفائز بالمركز الثالث بين بالميراس والأهلي المصري ، تليها المباراة النهائية وتتويج الفريق الفائز بلقب كأس العالم للأندية FIFA ٢٠٢٠، في مواجهة مرتقبة بين بايرن ميونخ وتيجريس.

وتشكّل استضافة المباريات في استاد المدينة التعليمية فرصة هامة لاطلاع العالم على أحد الاستادات الثمانية المبهرة لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ على طريق الاستعداد لاستضافة الحدث الرياضي الأبرز في العالم بعد أقل من عامين.

وقال مديرة إدارة مشروع استاد المدينة التعليمية المهندسة منيرة الجابر "ما زلت أتذكر بدايات العمل في مشروع استاد المدينة التعليمية التي انطلقت في عام 2014، ولا أكاد أصدق مدى سرعة مرور الوقت وكيف انتقلنا سريعاً من أعمال الحفر إلى تشييد صرح رياضي مميز أشبه بماسة عملاقة تتألق وسط جامعات ومدارس المدينة التعليمية."

وأضاف "عندما أقف في منتصف أرضية الاستاد، وأنظر إلى البنية التحتية المتطورة، والاهتمام بأدق التفاصيل بدءاً من لون المقاعد والحرص على استخدام عشب طبيعي عالي الجودة، تغمرني مشاعر الفخر والامتنان وأنا أرى عملنا الشاق آتى ثماره في شكل تحفة معمارية شامخة تتميز بأحدث اتجاهات التصميم والتقنيات المتطورة في عالم الرياضة."

t50mum04r2uwzse7fnvz.jpg

كان شهر يونيو الماضي قد شهد الإعلان عن جاهزية استاد المدينة التعليمية، ليصبح ثالث استادات قطر ٢٠٢٢، ليستضيف بعدها منافسات تأجلت بسبب تداعيات جائحة COVID-19، وأبرزها دوري أبطال آسيا 2020 بإجمالي 23 مباراة، منها عشر مباريات في منافسات أندية غرب القارة، و 13 مباراة في منافسات منطقة الشرق.

وأوضحت الجابر إلى أن التنظيم المتميز لمباريات دوري أبطال آسيا على أرضية الاستاد أثار إعجاب عشاق كرة القدم في العالم بعد الدور الفاعل الذي قامت به قطر في سبيل العودة الآمنة للنشاط الكروي إلى الملاعب، بعد تعليقه بسبب الجائحة، مشيرة إلى أن استضافة الاستاد للمباريات أسهمت في تعزيز خبرات فرق العمل، واختبار الجاهزية التشغيلية للمنشأة الرياضية الرائعة.

وأكدت أن استضافة استاد المدينة التعليمية مباريات في دوري أبطال آسيا شكّل فرصة ثمينة للوقوف على كفاءة الجاهزية التشغيلية للاستاد، بما فيها الجوانب المتعلقة بالأنظمة المستخدمة والمرافق التي يضمها الاستاد، وكيف يمكن مواصلة تحسينها، وقالت "لقد كانت تجربة قيّمة تعلمنا منها الكثير في سبيل الوصول إلى أفضل مستوى من الإعداد خلال كأس العالم ٢٠٢٢."

ورافق استضافة استاد المدينة التعليمية لمباريات كأس العالم للأندية تضاعف الجهود المبذولة لتطبيق الاحتياطات والإجراءات الاحترازية للوقاية من COVID-19، وفي هذا السياق أكدت الجابر أن فرق العمل في الاستاد واصلت العمل ليل نهار لتعزيز التدابير الرامية إلى الحفاظ على سلامة الجميع، وقالت: "عملنا في الفترة الماضية كخلية نحل لتأمين سلامة كل شخص تطأ قدماه مرافق الاستاد خلال البطولة، وحرصنا على أن تشمل عمليات التعقيم كافة أرجاء الاستاد، مع تركيز خاص على قاعة المؤتمرات الصحفية، ومنطقة مقاعد اللاعبين، وأرضية الاستاد، إضافة إلى المنطقة المخصصة للفقاعة الطبية، حيث تخضع هذه المناطق لثلاث جولات من التعقيم في يوم المباراة ."

في المُقابل، تشكّل صيانة أرضية استاد المدينة التعليمية تحدياً كبيراً خلال المنافسات، حيث شهد الاستاد العام الماضي 13 مباراة خلال سبعة أيام فقط، وتعرضت أجزاء من عشب المستطيل الأخضر للتلف بسبب الاستخدام المكثف خلال المنافسات. وفي هذا السياق أضافت الجابر: "راقبنا عن كثب أرضية الملعب التي تآكلت أجزاء منها خاصة أمام المرميين، وتمكّن الفريق المختص من استبدال العشب المتضرر على الفور، للمحافظة على الجودة والمعايير العالمية للأرضية، وضمان توفر الشروط اللازمة لسير المنافسات على أكمل وجه."

t4wb3iyyuol6o0rehdem.jpg

يقع استاد المدينة التعليمية على مسافة 13 كم من وسط مدينة الدوحة، في قلب مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، المركز النابض بالمعرفة والابتكار. ويتميز الاستاد بموقع استراتيجي يسهل الوصول إليه من كافة مناطق الدوحة، وحظي باستحسان المشجعين الذين حضروا مباريات كأس العالم للأندية FIFA، خاصة عبر استخدام الخط الأخضر في مترو الدوحة، حيث تقع محطة المدينة التعليمية على مسافة قريبة من هذه الأيقونة الرياضية فائقة الحداثة.

وأسهمت جهود اللجنة العليا للمشاريع والإرث الرامية لخفض البصمة الكربونية لبطولة قطر ٢٠٢٢، في حصول الاستاد على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" من فئة الخمس نجوم، ليصبح أول استادات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ الذي يحصل على هذا التصنيف المرموق.

ويضم الاستاد مجموعة متكاملة من المرافق المتطورة المصممة لتلبية احتياجات لاعبي ومشجعي كرة القدم، وفي هذا السياق اختتمت الجابر: "جرى تجهيز الاستاد بمرافق فائقة المستوى وفق أعلى المعايير الدولية، ويمكنه استضافة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، كما تضم مرافقه أربع غرف لتبديل الملابس، بينما تضم الملاعب الأخرى غرفتين فقط. ويتميّز بتقنيات تبريد متطورة، تضمن المحافظة على درجة حرارة معتدلة، لينعم اللاعبون والمشجعون بأجواء مريحة خلال المباريات على مدار العام، خاصة خلال أشهر الصيف."

واعتبرت الجابر أن بطولة كأس العالم للأندية FIFA محطة أخرى في غاية الأهمية على الطريق لاستضافة قطر ٢٠٢٢، حيث من المقرّر أن يشهد استاد المدينة التعليمية ثماني مباريات من دور المجموعات حتى ربع النهائي خلال كأس العالم FIFA، والترحيب بالمشجعين من كافة أنحاء العالم.

وأضافت: "تغمرني مشاعر السعادة عند حضوري مباراة رسمية على أرض الاستاد، كما أن مشاهدة محطات التلفزة العالمية تبث المباريات مباشرة للجماهير في أنحاء العالم تبعث في نفسي مشاعر الفخر والثقة بكفاءتنا واستعدادنا التام لاستضافة بطولة كأس العالم خلال أقل من عامين، وهو ما يشكل حافزاً يدفعني للارتقاء بمستويات أداء فريق العمل لتقديم تجارب استثنائية خلال المباريات التي ستقام في استادات البطولة خلال كأس العالم ٢٠٢٢."