الخميس 26 يناير 2017, 09:07

هدف مجيد لبطل ألماني حزين

"وهب نفسه لخدمة المنتخب وألمانيا ككل؛ فالبلد بأكمله سيقف وقفة إجلال وتقدير لتحيته."

هكذا تحدث رودي فولر عن مايكل بالاك في كلمته الدافئة والمستحقة. وبالفعل كان تنبؤه في محله، حيث اتّحدت ألمانيا لتُحيّي بطل نصف نهائي كأس العالم 2002 FIFA أمام منتخب كوريا الجنوبية، أحد منظمي البطولة العالمية؛ ففي تلك المباراة تألق بالاك بشكل لافت ومنح الفوز لكتيبة المانشافت.

غير أن الجانب الذي كان يشير إليه فولر والذي جعل بالاك في دائرة الأضواء، كان الهدف الوحيد والحاسم المُخلّد في هذه الصورة. إلا أن وسط الميدان تلقى التحية والتقدير من مدربه وزملائه في الفريق ومن البلد برمّته لاتخاذه خطوة مكلفة جداً أربع دقائق بعد الهدف.

وشرح فولر قرار بالاك إسقاط لي تشون سو لمنع محاولة كورية خطيرة قائلاً: "رغم أنه كان يعرف أن بطاقة صفراء أخرى ستمنعه من خوض النهائي، إلا أنه ارتكب خطاً تكتيكياً كان ضرورياً للغاية. ليس بوسع العديد من اللاعبين القيام بما قام به هو، لذلك يستحق التحية والتقدير."

وأضاف "كان الشخصية الحزينة في تلك الأمسية. كان أول من رأيت بعد المباراة، حيث كان حزيناً جداً ويبكي في غرفة الملابس. كان علي أن أرفع من معنوياته. خسارة كبيرة أن يغيب عن النهائي، علماً أنه كان من أفضل اللاعبين في تلك الأمسية."

ولم يكن فولر الوحيد الذي عبر عن مثل هذه الأحاسيس؛ بل حتى يورس ميير، الحكم السويسري الذي أشهر البطاقة الصفراء في حقه - رغم أنه يصر أن لا حل آخر كان أمامه - أقرّ أنه أشفق على حال بالاك.

أدى إيقاف نجم وسط ميدان ألمانيا إلى إحداث تغيير في قوانين كأس العالم، حيث تم حذف البطاقات الصفراء المتحصلة، في مرحلة ربع النهائي ابتداءًا من 2010. إلا أن هذا التغيير لم يواسي بشكل كبير بالاك، الذي شبّه شعوره بعدم المشاركة في أهم مباراة كروية على الإطلاق بمذاق "العلقم".

وكان قد صرح بعد المباراة قائلاً "كانت وضعية محرجة، حيث كان يتفوقون علينا عددياً في الهجوم وشعرت أنه من الضروري أن أقوم بما قمت به". وأضاف "الآن ضاع حلمي في لعب نهائي كأس العالم. إنه أفظع وأمرّ شعور يمكن أن ينتاب لاعب كرة قدم. قبل أربع سنوات، حدث الأمر نفسه مع لوران بلان وأحسست بمرارته حين شاهدته عبر التلفزيون."

وتابع قائلاً "بطبيعة الحال، أتمنى لزملائي التوفيق في النهائي وسأكون مع الفريق بقلبي رغم أنني لن أكون معه فوق رقعة الميدان. الكثيرون لم يراهنوا على وصولنا إلى النهائي؛ اليوم نحن راضون لأننا عكسنا هذه التكهنات. ورغم الانتقادات التي تعرّضنا لها بسبب غياب أسلوب لعب واضح والدقة في الأداء، إلا أنني أعتقد أن مباراة اليوم أثبتت للعالم أننا نحن هنا من أجل شيء ما."

كان بالاك على حق؛ ففي الوقت الذي كان وصول فريق فولر إلى النهائي إنجازاً بحدّ ذاته، لم تكن كتيبته تعج بالنجوم والمواهب كما كان الشأن بالنسبة للأجيال السابقة التي سطعت في سماء الكرة العالمية. لقد كان تألق بالاك وبراعة حراس المرمى أوليفر كان وراء النجاح الألماني. وكان الجميع داخل بيت المانشافت يدرك حتى قبل النهائي ما تعنيه خسارة بالاك وتأثير غيابه عن أعظم مباراة في عالم الساحرة المستديرة.