"الانضباط، اللعب الجميل، الذكاء، الجمالية، الفخر، الاتحاد، العمل والاستثمار"

هذه الكلمات الثمانية يصف بها قائد منتخب جيبوتي مدربه الفرنسي جوليان ميت، الذي يقوم بعمل كبير منذ تعيينه على رأس المنتخب الأول، حيث مدح وايس داوود كثيراً مدربه في مقابلة مع موقع FIFA.com.

بالإضافة إلى الثمانية أشياء الذي ذكرها من قبل عنه، قال القائد عن مدربه أيضاً: "مدرب شاب يملك طموحات كبيرة، يريد أن نعيش معه مغامرات رائعة. مدربنا غيّر الذهنيات وعقلية الهزيمة التي كانت تسيطر علينا. لقد غيّر طريقة عيشنا (الأكل والشرب والنوم) وأن نؤمن بقدراتنا. الطريقة التي يحضّر بها التدريبات مختلفة عما عرفناه سابقاً، سواء على المستوى النظري أو العملي. يخصص لنا محاضرات الفيديو لمشاهدة الأخطاء التي وقعنا فيها ومعاينة الخصوم. هذا المدرب خلق لنا فلسفة لعب لأول مرة منذ انضمام جيبوتي كعضو في FIFA سنة 1994."

يعتبر داوود وايس قائد منتخب جيبوتي، فهو أكبرهم سناً ويحاول أن يكون المدرب الثاني فوق أرضية الميدان "أحاول دائما أن أدعم زملائي سواء على الميدان أو خارجه، وأكون قدوة لهم وأحثهم على عدم تضييع فرصة البروز للفت الانتباه والاحتراف في الخارج."

يتكوّن منتخب جيبوتي من لاعبين هواة، يلعبون الكرة لكنهم يملكون عقود عمل في مجال آخر، فما رأي قائد الفريق في هذه النقطة بالذات، يقول "هذا الأمر ليس سلبياً بالنسبة لنا، بالعكس هو أمر إيجابي يسمح لنا بالتدرب مع بعض لوقت طويل على عكس المنتخبات التي تملك لاعبين محترفين."

أسفرت قرعة الدور الثاني من تصفيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ عن وقوع منتخب جيبوتي في مجموعة قوية ضمت بطل أفريقيا الجزائر، فضلاً عن بوركينافاسو والنيجر "ستكون هذه المرة الثانية التي سيلعب بلدنا الدور الثاني من التصفيات، حيث سبق لنا أن لعبنا في 2008 في مجموعة مصر، مالاوي والكونجو الديمقراطية." يقول داوود قبل أن يضيف "بخصوص تصفيات قطر ٢٠٢٢، إذا شاهدنا تصنيف FIFA فإن حظوظنا ضئيلة، لكن على أرضية الميدان كل شيء يمكن أن يحصل، ونحن بصدد الرفع من حظوظنا لتحقيق نتائج إيجابية."

وأضاف:" هدفنا سيكون تحقيق نتائج إيجابية، وفي المجموعة ولا منتخب ضمن تأهله مسبقاً، نحن بدورنا نطمح لكسب خبرة أكبر"

وينتظر منتخب جيبوتي مواجهات قوية في المجموعة، من بينها مواجهة زملاء رياض محرز أبطال أفريقيا. قال داوود عن هذه المباراة "ستكون مثل المواجهات الأخرى. علينا اللعب بتركيز كبير لغاية نهاية اللقاء، سواء من الناحية التكتيكية أو السيكولوجية."

كان منتخب جيبوتي يخسر بنتائج عريضة، وتوقف المنتخب لسنتين كاملتين، قبل أن يطلق مشروعاً جديداً بقيادة المدرب جوليان ميت، الذي غيّر كل شيء في هذا المنتخب الصغير.

تحدث ميت لموقع FIFA.com عن الخريطة التي اتبعها لتحقيق ما أنجزه مع جيبوتي، وقال "من بين أسباب نجاحي أنني وضعت على الطاولة منهجيتي في التدريب، علاقتي باللاعبين وتغيير الذهنيات، والتحول من المستحيل إلى الممكن تحقيقه. بالنسبة إليهم جيبوتي كان فريقا يخسر دائماً، وهذا أول أمرٍ غيرته، أي على المستوى الذهني وخاصة بناء الثقة في النفس."

وأضاف "كنت أبرمج تدريبات تدوم أسبوعاً، حصتين في اليوم وخاصة محاضرات الفيديو وحصص بيداغوجية في كرة القدم، لأن جيبوتي لا تملك مراكز للتكوين ولم يتعلموا هذه الأشياء. ركزت كثيراً على جانب العاطفي وحب الوطن، لأننا في منتخب وطني لتحقيق النجاح. شاهدنا مع بعض فيديوهات لمنتخب تشيلي وحتى نادي نابولي مع إنسيني وكاليخون، كيف للاعبين صغار وليسوا أقوياء بدنيا أن يلعبوا جيداً كرة القدم. حاولنا تحسين التمركز فوق أرضية الميدان وخاصة الجانب التكتيكي، كما قمنا بتغيير نصف التشكيلة تقريباً، ومنحنا الفرصة للشباب مع تعزيزهم ببعض القدامى."

حقق منتخب جيبوتي التأهل للمرة الثانية لهذا الدور، بعدما أقصى منتخب إسواتيني " كان المنافس قد فاز على جيبوتي في 2015 بسداسية كاملة، وكنت متأكدا أنهم سيستصغرون فريقنا، حيث قمنا بدراستهم جيداً بالفيديو، تأكدت أنهم يلعبون بنفس التشكيلة ونفس الرسمي التكتيكي لهذا كان التحضير لهم سهلاً. فريقنا قوي عندما يكون في الوضعيات الصعبة خارج الديار، وحين يضغط علينا المنافس."

"منتخبنا هو الأصغر في كل هذه التصفيات" يتحدث مدرب جيبوتي عن المجموعة التي وقع فيها منتخبه، ويقول "سنواجه بطل أفريقيا وهو الجزائر الذي لم يخسر أي مباراة منذ فترة طويلة. البعض هنا يرى أن مواجهة هذا المنتخب ستكون فضيحة والبعض يقول لن أشاهد اللقاء، لكن أنا رأيي أن هذه المواجهة ستكون شرف بالنسبة لنا. جيبوتي لم يكن لديهم منتخباً لمدة سنتين وفازوا ربما مرة واحدة في عشر سنوات، لهذا نستحق خوض هذه المباراة ويجب أن نفتخر بالمشاركة فيه فبعد سنتين من التوقف سيواجه لاعبو جيبوتي رياض محرز وتراوري وهذا الأمر سيكون رائعاً."

وأضاف "نعرف كل المنافسين، الجزائر وبوركينافاسو يملكون لاعبين كبار في أوروبا، وحتى منتخب النيجر متفوق علينا كثيراً في تصنيف FIFA. لا أريد الحديث عن أهدافنا في تصفيات كأس العالم، قبل كل مباراة أقول أن الحظوظ متساوية، كل شيء ممكن في كرة القدم، ممكن أن نفوز على الجزائر إذا كانوا بعيدين عن مستواهم، لكن في نفس الوقت بإمكاننا تلقي هزيمة بنتيجة ثقيلة، وسأحضر كل لقاء من أجل الفوز."