الثلاثاء 25 أغسطس 2020, 09:00

نوفو: علينا الإيمان بقدرتنا على التأهل

  • عاش باتريس نوفو عدة كوارث طبيعية خلال مشواره التدريبي

  • درب في 11 بلداً وحضر فيروس في الصين والجابون وإعصار في هايتي

  • قرر البقاء في الجابون تضامناً مع الشعب ويطمح لقادة الفريق لقطر ٢٠٢٢

يعتبر المدرب الفرنسي لمنتخب الجابون باتريس نوفو من أقدم المدربين الذين لا زالوا يمارسون المهنة، حيث بدأ مهنة التدريب قبل واحد وثلاثين عاماً، وعرف في مساره التدريبي العديد من القصص الغريبة، أبرزها تواجده في الصين فعمل مدير عام لنادي شانجهاي ليونشينج عندما انتشر فيروس سارس الخطير، وكان مدرباً لمنتخب هايتي خلال إعصار ماثيو في 2016، ما اضطر المدرب للبقاء في حجر بالفندق لعدة أيام، ويعيش حالياً فترة فيروس كورونا في ليبروفيل، عاصمة الجابون .

ورغم أن الطائرات أقلت كل الفرنسيين القاطنين في الجابون تقريباً، إلا أن باتريس نوفو قرر البقاء في ليبروفيل ورفض العودة إلى فرنسا، وهو الذي تحدث عن ذلك لموقع FIFA.com، قائلا "من المنطقي البقاء في البلد الذي أعمل فيه كمدرب، لأبقى قريباً من الوزارة والاتحاد بحكم عملي، ويسمح لي بالبقاء على تواصل مع رئيس الاتحاد، فضلاً عن البقاء قريباً من الشعب الجابوني واللاعبين المحليين، خاصة مع روح المجموعة التي خلقناها في المنتخب ونطمح للمحافظة عليها."

وأضاف "في أي فريق كرة قدم من أجل تحسين النتائج والرفع من المستوى الفني يجب أن تمتلك روح مجموعة قوية، لهذا قلت ليس جيداً العودة إلى فرنسا في هذا الوقت الصعب الذي تمر به الجابون وكل العالم بسبب فيروس كورونا."

المدرب الفرنسي عاد معنا سنوات إلى الوراء، وحدثنا عن الكوارث الطبيعية والفيروسات التي عاشها خلال مسيرته التدريبية "لما عشت إعصار ماثيو في هايتي حاولت أن أظهر الشجاعة اللازمة والرزانة أمام اللاعبين كي يتمكنوا هم أيضاً من الحفاظ على المعنويات مرتفعة، خاصة أنني كنت هناك مدرباً للمنتخب."

وأضاف "رغم أنني أقدّر في كل مرة خطورة الوضع لكنني لم أرتبك أبداً في مثل هذه الحالات، في الصين أيضاً كانت الوضعية خطيرة، وربما طبيعة عملي تجعلني أتعامل معها مثلما يتعامل قائد الباخرة، لمواجهة كل الوضعيات الصعبة."

vp5upx2imjww5aajomp6.jpg

مجموعة صعبة وصدام مع مصر

بدأت عجلت كرة القدم تعود تدريجياً إلى الدوران بعدما توقفت بسبب فيروس كورونا، وستعود بعد أشهر تصفيات كأس أفريقيا وكأس العالم FIFA في قارة أفريقيا، والتي ستعرف هذه المرة تنافساً كبيراً بين منتخبات القارة السمراء، من بينها الصراع الكبير المنتظر بين نجمين كبيرين، صلاح وأوباميانج.

وتحدث باتريس نوفو عن أهداف الجابون المقبلة، وقال "الهدف الأول هو التأهل لكأس أفريقيا 2022 في الكاميرون، فالبلد والشعب والجميع لم يتقبل الغياب عن كأس أفريقيا الأخيرة، لهذا يريدون العودة للمنافسة الأفريقية التي تعتبر حتمية بالنسبة لنا."

وقع المنتخب الجابوني في مجموعة تضم كل من مصر، ليبيا وأنجولا، يقول نوفو "يمكن اعتبار مصر كمرشح لأنه منتخب متمرس ويملك لاعبين في المستوى على غرار محمد صلاح، أعتقد أنه منتخب قادر على فعل شيء يجب أن نحقق نتائج إيجابية أمامهم،مع اعتقادي أن المباراة في القاهرة ستكون صعبة. علينا أن نؤمن بقدراتنا للتأهل على رأس المجموعة ولعب مباراة الدور الأخير".

وأردف قائلاً "الجابون أيضاً تملك بعض اللاعبين من المستوى العالي، ولما نضع إمكانياتهم تحت تصرف اللعب الجماعي بإمكانهم تحقيق نتائج جيدة، رغم أننا نعاني من نقص على مستوى اللاعبين البدلاء سواء من حيث الكمية أو النوعية."

أوباميانج، قائد حقيقي

عندما يتحدث أي متابع لكرة القدم عن منتخب الجابون، يتبادر إلى ذهنه نجم أرسنال الإنجليزي بيير إميريك أوباميانج، وماذا يمثل هذه اللاعب لمدربه في الجابون، يجيب "حين وصلت كان متردداً بعض الشيء بخصوص البقاء مع منتخب بلاده لأسباب عديدة، وتحدثت معه مطولاً قبل أن يمنحني الموافقة على المواصلة. هو قائد الفريق وهداف كبير يثبت ذلك في كل موسم. صحيح أنه عندما يلعب في أرسنال يقدم مستويات كبيرة لكن مع المنتخب كل الشعب الجابوني ينتظر منه الكثير، ودوري أن أضعه في أحسن الظروف لخدمة المجموعة."

وأضاف "رغم أنه نجم كبير لكن لما يأتي إلى المنتخب يتعامل مع الجميع على أنهم أصدقائه، ولا أنكر أن لديه بعض المتطلبات كي يسير المنتخب على السكة الصحيحة، خاصة على المستوى التنظيمي، والآن أمنيتي رؤيته يقدّم نفس أدائه مع أرسنال عندما يلعب معنا، حتى يساعدنا في تصفيات كأس أفريقيا وكأس العالم، وأنا كمدرب سعيد جداً بالتعامل مع لاعب كبير مثله."

wfbht9hxaodlmbiivb3a.jpg

11 بلداً في 30 عاماً

يعتبر باتريس نوفو من المدربين القلائل في العالم الذين دربوا في 11 بلداً مختلفاً، فهو شخص يحب الترحال والمغامرات، فمنذ موسم 1989-1990 إلى يوما هذا، درب في كل من فرنسا، النيجر، المغرب، تونس، الصين، غينيا، مصر، الكونجو الديمقراطية، موريتانيا، هايتي والجابون.

تحدث نوفو عن خصوصية كل منطقة درب فيها، وقال "كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وهي تختلف طبعاً في ربوع العالم، فمثلاً عندما تدرب في الصين عليك أن تتعود بسرعة على التقاليد هناك، والأهم من ذلك هو التأكد من وصول الرسالة التقنية والتكتيكية إلى للاعبين."

وختم قائلاً "العقلية الأفريقية أحبها كثيراً وأفهما جيداً، فتربيتي الأوروبية ساعدتني كثيراً على فهم الأفارقة، فربما لديهم بعض التصرفات التي تعود إلى ثقافتهم، لكن يجب معرفة الفرق بين التدريب في أوروبا وفي أفريقيا، وعلى المدرب أن يقوم بخطوة إلى الوراء كي يتأقلم ويحقق نتائج إيجابية."

r8fsq1vuu9gtp4mrupkd.jpg