يدخل الفيتنامي نجوين ترونج هوانج هذا الجمعة غمار المباراة قبل الأخيرة في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ عندما يواجه منتخب بلاده نظيره الماليزي، حيث يُدرك لاعب خط الوسط أن فيتنام تقف على مرمى حجر من كتابة فصل تاريخي جديد.

فبواقع تعادلين وأربعة انتصارات، من بينها الفوز 4-0 يوم الإثنين على إندونيسيا التي تم إقصاؤها بشكل رسمي، تحتل كتيبة محاربي النجمة الذهبية صدارة المجموعة السابعة على حساب الإمارات صاحبة الضيافة وأيضاً تايلاند وماليزيا بفارق نقطتين وخمس نقاط على التوالي. ومن شأن الفوز على ماليزيا، أن يقرّب فيتنام من التأهل إلى الدور الثالث للمرة الأولى في تاريخها. وفي حال خطف النقاط الثلاث أمام النمور، قد يلعب أبناء المدرب بارك هانج سيو بضغط أقل في المباراة الختامية ضد الإمارات العربية المتحدة بعد أربعة أيام.

وفي حديث لموقع FIFA.com، قال جناح فيتيل البالغ من العمر 32 عامًا: "لم تصل فيتنام أبدًا إلى الدور الحاسم [ضمن تصفيات كأس العالم]. ومع ذلك، فإننا نرى الآن فرصة للتقدم إلى المرحلة التالية لأول مرة في التاريخ. اللعب في كأس العالم هو الحلم الذي يراود الفيتناميين قاطبة. إننا نلعب من أجل تحقيق حلم بلد بأكمله."

وتابع نجم خط الوسط، الذي غاب عن مباراة إندونيسيا بسبب الإيقاف: "[قبل وصولنا إلى الإمارات]، أكد المدرب بارك على الطموح الأسمى في انتزاع ست نقاط على الأقل من المباريات الثلاث المتبقية. هذا هو هدف الفريق أيضاً. نحن نحدد دائمًا الأهداف الكبرى لكل مباراة. سأفعل أنا وزملائي كل ما في وسعنا لنكون مفخرة لبلدنا ومشجعينا."

من يُتابع مباريات فيتنام عن كثب، يدرك مدى أهمية نجوين بالنسبة لهذا الفريق، الذي يتألف في نصفه تقريبًا من لاعبين تقل أعمارهم عن 23 عامًا. ذلك أن ابن الثانية والثلاثين يُعد اللاعب الأكثر خبرة في الفريق الحالي، وهو الذي يزخر رصيده بما لا يقل عن 70 مباراة دولية، علماً أنه ظهر مع منتخب بلاده في آخر مشاركتين ضمن تصفيات كأس العالم FIFA.

فقد سجّل نجوين هدفًا خلال الفوز على قطر 2-1 في الطريق إلى البرازيل 2014. وفي هذه التصفيات الحالية المؤهلة لقطر ٢٠٢٢، لعب أساسياً في جميع المباريات الخمس السابقة حيث برز بشكل لافت ضمن تشكيلة الفريق الذي فجّر المفاجأة بتصدّره المجموعة برصيد خالٍ من الهزيمة، وهو المشوار المبهر الذي تخلّله فوز مُلهم على الإمارات (1-0).

وبنبرة مفعمة بالتواضع، علّق نجوين عن دوره في الفريق قائلاً: "نعم، أنا ألعب للمنتخب الوطني منذ سنوات عديدة. ولكن في فريقنا، يضطلّع كل لاعب بدور مهم. نحن جزء من آلة ويجب أن يكون الاتصال بيننا جيدًا لتعمل الآلة بأقصى طاقتها ونظهر في أفضل حالاتنا. شخصيًا، سأبذل قصارى جهدي وأشارك تجربتي مع زملائي الشباب."

أحرزت فيتنام تقدمًا ملحوظًا منذ تولّى بارك زمام المنتخب في عام 2017. فتحت قيادة المدرب الكوري الجنوبي، وصل الفريق إلى دور الثمانية في كأس آسيا 2019، ولم يخرج من البطولة إلا إثر هزيمة بهدف يتيم (0-1) على يد اليابان، التي حلّت في نهاية المطاف وصيفة للبطل. وجدير بالذكر أن المنتخب الفيتنامي الحالي يقوم على مجموعة من المواهب الشابة التي تشكل العمود الفقري لتشكيلة بارك.

وتابع نجوين "يرى الكثيرون أن أكبر تقدم أحرزه الفريق كان من الناحية التكتيكية. لقد تحسنَّا كثيرًا من الناحية البدنية أيضًا. نحن الآن أفضل في العديد من الجوانب مثل التحكم في الكرة والتمرير وحتى رميات التماس. كما يسود انسجام جيد جدًا بين أعضاء الفريق."

ويُعد نجوين تيان لينه ونجوين فان توان من بين أبرز الأسماء الصاعدة في فيتنام، وكلاهما شاركا في المباراة الأخيرة ضد إندونيسيا، حيث سجل الأول هدف السبق. ويوضح لاعب الوسط المخضرم أن "الإثنين شابان موهوبان للغاية. كلاهما يتمتّعان بفنيّات عالية ورؤية جيدة وقوة بدنية لافتة. إنهما يمثلان أمل المستقبل بالنسبة للمنتخب الفيتنامي."

قياساً بمستوى نجوين مع فيتيل في الدوري الفيتنامي الممتاز الموسم الماضي، يبدو أنه قادر على قيادة الفريق إلى تحقيق نجاح غير مسبوق في التصفيات. كيف لا وهو الذي برع طوال الموسم مع ناديه، الذي ساعده على إحراز اللقب المحلي عام 2020.

وأوضح النجم المخضرم في هذا الصدد "لقد فزت بأربعة ألقاب للدوري مع ثلاثة أندية مختلفة. ولكن مع فيتيل كان الأمر مختلفًا. بعد كل شيء، كان هذا هو الموسم الثاني فقط في دوري الدرجة الأولى. في فيتيل، شعارنا هو ’تألق لثانية واحدة‘ لذلك أريد حقًا المضي قدمًا وتحقيق أهداف جديدة [في تصفيات كأس العالم هذه]."