الأربعاء 26 أغسطس 2020, 10:43

موريشيوس تتطلع لمستقبل زاهر

  • تحدّثنا مع مدافع منتخب موريشيوس ليندساي روز

  • يُعتبر روز اللاعب الوحيد من موريشيوس الذي يلعب في أوروبا

  • يرغب روز في مساعدة "طيور الدودو" لاستعادة أمجاد الماضي

قبل 20 سنة، وتحديدا في أغسطس/آب 2000، بلغت موريشيوس المركز 116 في التصنيف العالمي للمنتخبات FIFA/Coca-Cola. وإذا صرفنا النظر عن احتلالهم المرتبة 112 عند اعتماد هذا التصنيف عام 1992، فذلك يعتبر أفضل ترتيب لهذه الجزيرة في تاريخها الكروي.

جاء هذا الإنجاز بعد أن تمكّن منتخب موريشوس من تحقيق التعادل أمام منتخبين من عيار الجابون وجنوب وأفريقيا، كما أنه تغلّب على أنجولا في مباراة ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية 2000. وفي هذه الفترة، كان جيمي كونداسامي نجم الفريق الأبرز، وهو لاعب هاوٍ لم يمارس على مستوى الأندية سوى في موريشيوس ولا ريونيون. لكن ومع ذلك، ما زال كونداسامي ورفاقه يفرضون الإحترام حتى يومنا هذا.

وأوضح مدافع منتخب موريشيوس ليندساي روز في حوار أجراه مع موقع FIFA.com قائلاً "لا يعرف الناس في الجزيرة سوى هذا الجيل الذهبي وأيضاً ذلك الجيل الذي تأهل إلى كأس أفريقيا 1974 ! فقد صنعوا أمجادنا الكروية، وكل من يهتم في موريشيوس بكرة القدم ولو قليلاً يعرف إنجازاتهم. لقد كتبوا صفحات من تاريخنا، لكن لا يزال هناك مجال لنكتب تاريخنا نحن أيضاً."

yhlf536faua1ooljkf9a.jpg

بطل إغريقي

إذا كان كونداسامي قد دخل تاريخ موريشيوس بفضل إنجازات عديدة من بينها تحقيقه الرقم القياسي في حمل قميص المنتخب، فإن روز يسير بخطى ثابثة على درب التألق. فرغم أن لاعب نادي ليون السابق خاض خمس مباريات فقط مع منتخب بلاده، لكنه يُعتبر بكل وضوح صاحب أفضل مسيرة كروية في تاريخ موريشيوس. إنه الآن اللاعب الوحيد في تاريخ منتخب "طيور الدودو" الذي تذوّق طعم المنافسات الأوروبية، من خلال مسابقة الدوري الأوروبي، ويلعب في القارة العجوز وتحديداً في اليونان.

ومع ذلك، يُحافظ مدافع نادي أريس سالونيكا على تواضعه حيث صرح بقوله "أعتبر نفسي ركيزة من ركائز الفريق. ليس هناك مكان للنجوم في هذا المنتخب، نحن جميعاً متكافئون: لاعبون يجمعهم حب كرة القدم وحب الوطن، وتتكامل إمكانياتهم."

يظهر جلياً أن روز يتمتع بإمكانيات عديدة، فإلى جانب تجربته الطويلة في أوروبا، سواء في الدوري الفرنسي الممتاز أو اليونان، تمكّن هذا المدافع الصلب البالغ طول قامته 184 سنتيمتراً وصاحب المواهب المتنوعة، الذي سجل ثلاثة أهداف هذا الموسم، مؤخراً من تحطيم الرقم القياسي في عدد المباريات المتتالية في الدوري اليوناني (44).

ويشرح روز بقوله "أنا سعيد جداً في اليونان، وأقدّر بشكل خاص حماسة الجماهير. عندما تبذل أقصى ما لديك، فهم يكافئونك ! فهنا لا تحتسب فقط إحصائيات اللاعب بل أيضا الجهود التي يبذلها وانضباطه علاوة على مواصفاته الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، نحقّق نتائج إيجابية في دوريٍ مستواه عالٍ. وقد نجحنا في ضمان التأهل إلى الدوري الأوروبي للمرة الثانية على التوالي. إنها إذن حصيلة مرضية جداً."

طموح رُغم الإخفاقات

بالرغم من المؤشرات الإيجابية لم تتمكّن موريشيوس من الإستفادة كما ينبغي من المستوى الحالي الجيد لنجمها الأول. فقد تعرّض الفريق للإقصاء من التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية 2021 ونهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، من طرف سان تومي وبرينسيبي (2-5 في مجموع المباراتين) وموزمبيق (0-3 في مجموع المباراتين) على التوالي.

وحلّل روز هذه النتائج قائلاً "لم تكن هناك نقاط سلبية فقط، على العكس، فهناك جوانب جيدة في الفريق. كما يبدو أن اللعب في موريشيوس صعب على الفرق المنافسة. هناك قاعدة عمل فعلية." وأكمل حديثه بالقول "مرّت الآن سنتان ونصف فقط على انضمامي أول مرة إلى المنتخب، لكنني أشعر بتطور حقيقي. هناك رغبة قوية في تقديم أداء جيد، إضافة إلى أن الاتحاد المحلي بذل جهوداً مهمة من أجل تطوير كرة القدم في الجزيرة ومساعدة المنتخب على التطور. وأنا متفائل بشأن المستقبل."

وفي هذا السياق، عُيّن في فبراير/شباط 2020 الخبير الفني الجنوب أفريقي زونيد مال مديراً فنيا للمنتخب والفرنسي ذا الأصول الجزائرية بوعالم مانكور مدرباً جديداً من أجل مواكبة تطور "طيور الدودو". وكان المدرب الجديد قد صرح عند استلامه مهامه قائلاً "يجب النظر إلى المستقبل، والشباب هم المستقبل. سوف نستعد للسنوات القادمة."

وبنفس نبرة التفاؤل أكد روز "إن تحقيق إنجازات مماثلة لما حققه أسلافنا لا يبدو لي هدفاً مستحيلاً. ينبغي فقط التحلي بالصبر، ونحن الآن في طور البناء." ثم ختم حديثه قائلاً "يجب منحنا بعض الوقت،" على أمل أن لا يطول الإنتظار 20 عاماً!