الثلاثاء 05 يناير 2021, 12:10

لاسينا تراوري، حامل مشعل بوركينا فاسو

  • لاسينا تراوري، نجم جديد في سماء أياكس وبوركينا فاسو

  • كان قاب قوسين من معادلة رقم قياسي ينفرد به الأسطورة ماركو فان باستن

  • "لدينا كل ما نحتاجه لتحقيق إنجازات عظيمة"

في 24 أكتوبر/تشرين الأول، سحق أياكس أمستردام فريق فينلو بنتيجة 13-0 بفضل الأداء المبهر لنجمه المتألق لاسينا تراوري، الذي سجل خمسة أهداف وصنع ثلاثة، ليصبح مهاجم منتخب بوركينا فاسو أول لاعب يهز الشباك خمس مرات على الأقل بقميص أياكس في مباراة ضمن منافسات الدوري الهولندي، منذ أن سجل ماركو فان باستن ستة أهداف كاملة ضد سبارتا روتردام في عام 1985.

إنجاز ليس بالسهل بتاتاً، لا سيما وأننا بصدد الحديث عن لاعب لم يطفئ بعد شمعته العشرين، وهو الذي بدأ للتو في إيجاد موطئ قدم داخل الفريق الأول هذا الموسم، وإن كان الشاب البوركينابي الصاعد قد أبهر المتتبعين بأدائه مع الفريق الرديف منذ وصوله إلى أوروبا قبل عامين، علماً أنه من أبرز خريجي أكاديمية أياكس كيب تاون.

بيد أن بداية الطريق في هولندا لم تكن مفروشة بالورود، حيث أوضح تراوري في هذا الصدد: "كان الأمر معقدًا، كان سقف التحديات عالياً جدًا. فهمت منذ الوهلة الأولى مدى صعوبة المهمة. أتذكر أن دي ليخت كان لصيقاً بظهري في إحدى الحصص التدريبية بالولايات المتحدة. لقد كان قويًا مثلي وسريعًا جدًا. كانت تلك المرة الأولى التي أتدرب فيها مع المجموعة وقد استخلص مني جميع الكرات!" ثم أردف ضاحكاً: "أما اليوم، فإن الأمر أصبح مختلفاً".

كافح لاسينا كثيراً من أجل التكيف مع نمط حياته الجديد داخل الملعب وخارجه. وكان من حسن حظه أن عام وصوله إلى أياكس تزامن مع مسيرة الفريق الناجحة نحو نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2018-2019، حيث ظهر لأول مرة في مقاعد البدلاء خلال الهزيمة القاتلة أمام توتنهام في دور الأربعة. ويستحضر تلك اللحظات بالقول: "كان أمرًا لا يصدق. كان لدي شعور كبير بالفخر. رغم أن عامي الأول كان صعبًا، فقد استمتعت حقًا بكوني جزءًا من تلك المغامرة".

eapq2cn9h9mbq7xhxg2n.jpg

نجم جديد في سماء الساحرة المستديرة

ينحدر لاسينا من أسرة تسري في عروقها دماء كرة القدم، بدءًا من والدته الشغوفة بالساحرة المستديرة منذ نعومة أظافرها. وفي هذا الصدد، يقول نجم أياكس الساطع: "لم يكن والداها يرغب في أن تلعب كرة القدم وكان عليها التدريب وخوض المباريات خلسة. عندما بدأت تكسب المال من ممارسة هذه الرياضة، اقتنعوا أن الأمر جدي وتركوها تلعب".

وبالفعل، شقت الوالدة طريقها بثبات في ملاعب كرة القدم إلى أن أصبحت قائدة المنتخب الوطني للسيدات. ويتذكر الابن الفخور تلك الفترة من حياته بكل اعتزاز: "عندما كنت صغيرًا، كنت أتابعها أينما حلت وارتحلت. كنت أرافقها في التدريبات وكذلك في المباريات. هناك تعزز شغفي باللعبة. واليوم، هي لا تبخل علي بالنصيحة والإرشاد فيما بمسيرتي الرياضية. ولكن عندما يتعلق الأمر بعملي فوق أرض الملعب، فهي تعرف أنني أدرك تماماً ما يجب علي أن أفعله. تعلمت منها أن أتحلى بالهدوء وأن أنال ما يكفي من الراحة، وأن أتبع نمط حياة صحي وأن أركز جيدًا في اليوم الذي يسبق كل مباراة".

وبدوره، كان والده يمارس كرة القدم لكنه لم يلعب أبدًا على أعلى المستويات، بخلاف عمه رحيم ويدراوغو، اللاعب البوركينابي الدولي السابق، الذي أسس نادي رحيمو في بوبو ديولاسو عام 2012، وهو الذي أصبح يُعد من أفضل أندية كرة القدم في البلاد، علماً أن لاسينا التحق بمركزه التدريبي وهو في سن 11، حيث يعتبر أن "هذا المكان هو الذي تعلمت فيه كل شيء"، خاصة في أولى سنوات المراهقة حيث كان لا يفوت أية مباراة من مباريات المنتخب الوطني، بينما كان يراقب باهتمام نجومه الأفارقة المفضلين أمثال ديدييه دروجبا وإيمانويل أديبايور.

كل قرين بالمقارن يقتدي

لاسينا هو أيضًا ابن عم برتراند تراوري، نجم أياكس السابق ومهاجم أستون فيلا الحالي، الذي يعتبره بمثابة الأخ الأكبر الذي ساعده كثيراً في تكيفه مع الواقع الأوروبي، علماً أن الاثنين لعبا جنباً إلى جنب في المنتخب الأول عام 2017، عندما ظهر لاسينا للمرة الأولى بقميص الفريق الوطني عن عمر لا يتجاوز 16 ربيعاً. ورغم صغر سنه آنذاك، إلا أنه تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف في أول مباراتين له مع كتيبة الأحصنة.

واليوم، يعد نجم أياكس جزءًا من هذا الجيل الجديد الذي بُني على إنجازات العقد الماضي والذي تُعقد عليه آمال كبيرة في التحديات القارية المقبلة، بدءًا من مارس/آذار حيث يخوض الفريق آخر مباراتين له ضمن تصفيات كأس أفريقيا للأمم 2021، قبل انطلاق التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، حيث يحلم البوركينابيون بتذوق طعم كأس العالم FIFA لأول مرة في تاريخهم.

ويوضح لاسينا في ختام حديثه قائلاً: "لقد بدأ البوركينابيون يؤمنون بإمكانية تحقق ذلك على أرض الواقع. إنهم يعلمون أن فريقنا قادر على تحقيق إنجازات عظيمة، خاصة مع هذا الجيل الشاب الذي صعد مؤخراً والذي ينسجم بشكل جيد مع المخضرمين الذين وصلوا مع المنتخب إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية في 2013 وحققوا المركز الثالث في 2017. إذا واصلنا العمل بجد، فأعتقد أن الجهود ستؤتي ثمارها. لدينا كل ما نحتاجه لتحقيق إنجازات عظيمة".