الاثنين 03 أغسطس 2020, 06:41

كياسومبوا وحلم في متناول اليد

  • جويل كياسومبوا هو حارس مرمى جمهورية الكونجو الديمقراطية

  • فاز بكأس العالم تحت 17 سنة FIFA مع سويسرا

  • يحلم بقيادة الفهود إلى قطر ٢٠٢٢

في باكورة مشاركاتها في التصفيات، حققت جمهورية الكونجو الديمقراطية (زائير سابقاً)، إنجازاً هائلاً بتأهلها إلى نهائيات كأس العالم 1974 FIFA. بيد أن المغامرة في ألمانيا تحوّلت إلى كابوس مرعب بثلاث هزائم متتالية، ولكن مع ذلك كتبت الكونجو اسمها في تاريخ المستديرة الساحرة. وكان هذا الإنجاز الأول هو الأخير أيضاً، فكتيبة الفهود لا تزال تسعى وراء تحقيق مشاركة أخرى في أم البطولات.

وأكدّ جويل كياسومبوا، حارس مرمى جمهورية الكونجو الديمقراطية، لموقع FIFA.com قائلاً: "في ضوء تطور كرة القدم الكونجولية، لا أعتقد أن تأهل الفهود لكأس العالم ٢٠٢٢ سيكون بمثابة مفاجأة،" مضيفاً "لقد كنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى النسخة الأخيرة من كأس العالم. فقد كنا على بعد عشر دقائق من حجز مقعد في روسيا!"

وتابع: "لدينا جودة كروية مهمة. العديد من لاعبينا لديهم خبرة في كرة القدم الأوروبية. كما أن البلاد ممثلة بشكل جيد للغاية من قبل أنديتها في المسابقات الأفريقية، على غرار تي بي مازيمبي ونادي فيتا. فنحن أمة كروية كبيرة. وأكثر من مجرد حلم، يجب أن يكون التأهل إلى كأس العالم هدفنا."

p81pgube1bakt0xhh8fs.jpg

أب أفريقي وتتويج في القارة الأم

لا شك أن نون الجماعة لها طعم خاص في حديث جويل كياسومبوا، وذلك لسبب وجيه: فقد وُلد في لوسيرن لأب كونجولي وأم سويسرية، وارتدى قميص سويسرا في الفئات العمرية. وإذا كان متفائلاً، فذلك لأن التجربة أظهرت له أنه يجب للمرء أن يؤمن بحظوظه حتى آخر رمق...وحتى معانقة كأس العالم! وجاء تتويجه مع سويسرا، رغم كل الصعاب، في كأس العالم تحت 17 سنة نيجيريا 2009 FIFA.

وفي هذا الصدد، تذكر بديل بينجامين سييجريست، الفائز لاحقاً بالقفاز الذهبي للبطولة، قائلاً: "إنها ذكريات جميلة حقاً. وقد كانت لحظات خاصة بالنسبة لي على اعتبار تواجدي للمرة الأولى في قارة والدي،" مضيفاً إن "وضعي كحارس مرمى بديل لم يؤثر على سعادتي. فقد أخبرنا المدرب بذلك قبل انطلاق البطولة. وكل واحد منا كان يعرف الدور المنوط به. وقد كنت فعلاً فخوراً للغاية بكوني جزءًا من الفريق."

بيد أن هذه السعادة الكبيرة سرعان ما فسحت المجال للشك. وبدعم من لقب بطل العالم، أعرب كياسومبوا عن طموحه الكبير، حيث اعترف حارس المرمى الذي انتظر ثلاث سنوات قبل أن يثق فيه نادي محترف، وخمس سنوات لكي يضعه أف سي وولن أساسياً في دوري الدرجة الثانية السويسرية قائلاً: "اعتقدت أن كل شيء سيتغير بفضل هذا اللقب، لكنني لم أقم بالعمل الذي كان يجب علي القيام به. لقد كنت لاعباً يافعاً."

ظهور أول ضد الجابون

هكذا انطلقت مسيرته الإحترافية في عالم كرة القدم. ففي موسم 2017-2018، خطى خطواته الأولى في الدوري السويسري الممتاز، مع نادي أف سي لوجانو. وفي العام التالي، انضم إلى أف سي سيرفيت، حيث صعد إلى دوري النخبة. ولا يزال يرتدي ألوان النادي الذي يحتل المركز الرابع في الدوري الممتاز، لكنه لم يعد يلعب أساسياً. وبهذا الخصوص، أكد قائلاً: "مسيرتي مثل مسيرة أي لاعب كرة قدم: فيها لحظات جميلة وأخرى عصيبة. لكل طريقه، وأنا فخور بطريقي. أنا بصدد عيش حلمي: فأنا لاعب كرة قدم محترف، ولاعب دولي، ولا أحسد أحداً على شيء."

لعب كياسومبوا مباراة ودية ضد العراق في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ثم خاض أول لقاء رسمي له في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ضد الجابون في إطار التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية 2022 وتذكر قائلاً: "لقد جعلني ذلك سعيداً وناضجاً أيضاً. فمن الرائع اللعب أمام 80 ألف شخص ولبلد يبلغ تعداد سكانه 80 مليون نسمة! كما يتحمّل المرء الكثير من المسؤوليات، خاصة في مركزي."

وبالفعل، فقد كان حارس المرمى الكونجولي على قدر التحدي حيث انتهت النتيجة بالتعادل السلبي (0-0) واختير كياسومبوا رجل المباراة. وبعد خمسة أيام، لعب أساسياً أيضاً في المباراة ضد جامبيا، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (2-2). وهذا ما حلّله كياسومبوا بالقول: "أعتقد أنني قد أظهرت ما يمكنني القيام به. لكنني أعرف أنني لست الوحيد الذي ينافس على هذا المركز. يجب أن يكون المرء تنافسياً، وفي أفضل أحواله. وكما هو الحال دائماً، فالكلمة الأخيرة للمدرب!"

وفي كتيبة الفهود، فإن مدرب حراس المرمى هو من العيار الثقيل؛ روبرت كيديابا. وقال كياسومبوا عن حارس المرمى السابق لكتيبة الفهود: "إنه لشرف كبير أن يتلقى المرء نصائحه،" مضيفاً "إنه أسطورة؛ ليس فقط بفضل احتفاليته الشهيرة. إنه حارس مرمى كبير."

وفي انتظار فرض نفسه في قائمة أفضل حراس المرمى الكونجوليين، يُمكن أن يكون كياسومبوا حارساً كبيراً أيضاً!