الخميس 03 يونيو 2021, 07:27

طموحات تشافاريا تبلغ عنان السماء

  • تتأهب نيكاراجوا لخوض مباراتين مصيريتين في سعيها للتأهل إلى كأس العالم

  • يبدو كارلوس تشافاريا مستعداً للمساهمة بالأهداف والخبرة في تحقيق هذا المبتغى

  • تشافاريا: "سيكون حلماً أن نشارك في كأس العالم"

منذ عام تقريباً، تغيّرت حياة كارلوس تشافاريا رأساً على عقب، حيث توفي والده، الذي كان بمثابة عماد حياته. لكن مع مرور الوقت، أصبح الألم اللامتناهي لرحيل الأب أحد الحوافز التي تدفعه لتحقيق أكبر حلم يتمناه أي لاعب: اللعب في كأس العالم FIFA.

وقال المهاجم النيكاراجوي في حديث حصري لموقع FIFA.com "شغفي بكرة القدم لم يكن ليتم لولا الحب الذي حصلت عليه من والديّ ولولا الجهود التي بذلاها من أجلي، لأنهما سانداني دائمًا. لقد كان لهما دور أساسي في حياتي. كانا دائمًا حاضرين في كل شيء، وخاصة والدي، رحمة الله عليه."

سرعان ما ساعده هذا الدعم الأسري في إطلاق مسيرته على ملاعب الساحرة المستديرة عندما كان لا يزال في مقتبل العمر وهو ما يوضحه بالقول: "لقد بدأت في دوري صغير تقام فيه المباريات على ملاعب ذات عشب سيء، لكنها مناسبة ليبدأ فيها الناشئون مشوارهم نحو الاحتراف."

وتابع "ثم وصلت إلى الدرجة الأولى بفضل مشاركتي في بطولة تنافست فيها فرق من مختلف أنحاء البلد. هناك كانوا يختارون لاعبي المنتخب تحت 15 سنة فتمكّنت من الظهور لأول مرة في الفريق الوطني لهذه الفئة العمرية. سارت الأمور على ما يرام بالنسبة لي حيث أبدى ريال إستيلي اهتمامه بي فعرضوا علي توقيع عقد احترافي معهم."

في سنواته الأولى كمحترف، حقّق تشافاريا لقبين محليين. وفي سن لا يتجاوز 18 ربيعاً، خاض باكورة مبارياته بقميص المنتخب الأول، وهو ما علّق عليه بالقول "كانت تجارب جميلة للغاية، لأنني لم أكن أتوقع أن أعيشها في تلك السن المبكرة، وقد حدث ذلك في نهاية المطاف. لقد كانت تلك الفترة كلها مثيرة للغاية في حياتي."

نبذة عن كارلوس تشافاريا

  • وُلد في 2 مايو/أيار 1994 في إستيلي، نيكاراجوا

  • يبلغ طوله 1.79 متراً ووزنه 72 كجم

  • خاض مباراته الاحترافية الأولى في ريال إستيلي عام 2013

  • بين 2018 و2020 لعب في مالطا وإيران وتونس

vncppcs7fn9do2m0szay.jpg

حامل مشعل منتخب نيكاراجوا

لم يعد تشافاريا ذلك الشاب الصغير، فهو اليوم يبلغ من العمر 27 عامًا، حيث بات من أبرز أعمدة منتخب نيكاراجوا، الذي يتصدّر المجموعة الخامسة للمرحلة الأولى من تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي في الطريق إلى قطر ٢٠٢٢.

ويعلّق كارلوس قائلاً "ما نضعه في الاعتبار هو الأمل الكبير الذي يحدونا للمضي قدمًا. سيكون حلماً أن نشارك في كأس العالم. كم سيكون ذلك رائعاً! لأنه ليس حلمنا فقط، بل حلم جميع النيكاراجويين. ولتحقيق ذلك عليك أن تقاتل حتى النهاية."

أما البداية، فستكون أمام منتخب بليز، الذي "يملك بعض نقاط القوة كذلك. إنه فريق يقاتل بشدة ولا يستسلم أبداً. ونحن أيضاً لدينا نقاط قوة. إذا كان الخصم سيأتي بحثاً عن النتيجة المناسبة له، فنحن أيضاً سنبذل قصارى جهودنا للخروج بالنتيجة المرجوّة دون شك."

أما المباراة الحاسمة فستقام يوم 8 يونيو/حزيران في عقر دار هايتي، المنتخب الذي تحدوه أيضًا تطلعات عالية لاجتياز المرحلة.

ويقول تشافاريا في هذا الصدد "لقد خضنا ثلاث مباريات ضدهم. إنه منتخب جيد للغاية، لكننا سندخل المواجهة من أجل الفوز ولا شيء سواه. سنُقاتل حتى النهاية ونتوقّع من الخصم أن يفعل الشيء نفسه."

من شأن تقديم أداء جيد في التصفيات أن يساعده أيضًا على تحقيق أهداف شخصية أخرى في مسيرته الرياضية "كان حلمي دائمًا أن أحترف في الخارج والآن أريد اللعب في الخارج مرة أخرى. لكن كل شيء يأتي في أوانه. ما تعيشه عند اللعب في الخارج أمر مذهل حقاً. إنها تجربة فريدة وجميلة."

لم يعد كارلوس تشافاريا يجد ذلك السند الروحي الذي كان يجده في والده، الذي ألهمه وساعده خلال أولى خطواته في ملاعب كرة القدم ثم رافقه في بداية مسيرته. لكن الابن يتذكر الأب عند كل هدف يسجله وعند كل احتفال، رافعاً يديه إلى السماء في صورة معبرة. فهل سيحتفل قريباً بالتأهل لكأس العالم؟ وحدها الأيام والأسابيع المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال، وإن كان تشافريا على أتم الاستعداد للقتال والاستماتة من أجل تحقيق هذا الحلم.