الاثنين 14 سبتمبر 2020, 07:31

ساماتا: باستطاعتنا التطلع لمستقبل أفضل لمنتخب تنزانيا

  • مبوانا ساماتا هو كابتن منتخب تنزانيا وقائد خط هجومه

  • صنع التاريخ بتأهيل نجوم تايفا لكأس الأمم الأفريقية 2019 بعد 40 عاماً من الغياب

  • كما أصبح أول لاعب تنزاني يحترف في الدوري الإنجليزي الممتاز

يرفع المصري محمد صلاح والجابوني بيير إيمريك أوباميانج والسنغالي ساديو ماني والجزائري رياض محرز ألوان أفريقيا عالياً منذ عدة مواسم، وهو ما فتح شهية لاعبين آخرين من القارة السمراء للتألق في سماء إنجلترا، حيث شهدت ملاعب الدوري الإنجليزي الممتاز توهج نحو خمسين نجماً أفريقياً الموسم الماضي، ومن بينهم التنزاني مبوانا ساماتا.

وفي حديث لموقع FIFA.com قال الهداف المتألق، الذي انضم إلى أستون فيلا في فبراير/شباط 2020، قادماً من نادي جينك البلجيكي: "كان اللعب في إنجلترا هو الهدف الأسمى الذي حددته لنفسي في بداية مسيرتي الاحترافية. بل إنه كان حلماً، أولاً وقبل كل شيء. وقد حققته من خلال المجيء إلى هنا. حلم لطالما راود العديد من اللاعبين التنزانيين، وها هو يتحقق لأول مرة. لذلك أدرك تماماً كم أنا محظوظ."

من إنجاز إلى آخر

مبوانا ليس فقط هو أول تنزاني يحقّق حلم الإحتراف في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكنه أيضًا أول لاعب من هذا البلد يهز الشباك في الدوري الإنجليزي الممتاز. ويستحضر المهاجم المكافح هدفه ضد بورنموث في 1 فبراير/شباط 2020 قائلاً: "إنه فخر عظيم، لكني أريده أن يكون مفيدًا للآخرين. إذا كنت أنا قد نجحت في ذلك، فإن تنزانيين آخرين يمكنهم تحقيق إنجاز مماثل أيضًا. إذا كان بإمكاني مساعدتهم على الإيمان بقدراتهم ومؤهلاتهم، فهذا رائع!"

يُعد ساماتا رمزاً من رموز الإيمان بالقدرة على تحقيق النجاح وبلوغ الأهداف التي قد تبدو بعيدة المنال، وهو الذي شق طريقه إلى نخبة كرة القدم الأوروبية بعد مشوار شائك ومليء بالعقبات، حيث كان عليه التحلي بالمثابرة والصبر للوصول إلى مبتغاه. ويؤكد النجم التنزاني في هذا الصدد أن "الإيمان بالله والثقة في قدراتي هما مفتاح نجاحي. ثم هناك الكثير من التضحيات والعمل والتصميم والإنضباط..."

bl214l9nscdrdkkzikdf.jpg

وها هو ساماتا الآن يجني ثمار كل تلك الجهود الحثيثة. فإذا كان قد بدأ يصنع لنفسه اسماً في ملاعب إنجلترا تحت قميص فيلا، فقد وجد ساماتا لنفسه بالفعل موطئ قدم في كتاب أساطير كرة القدم التنزانية، وهو الذي يعج رصيده بما لا يقل عن 21 هدفًا في 57 مباراة دولية، ناهيك عن دوره الكبير في قيادة نجوم تايفا إلى كأس الأمم الأفريقية 2019 بعد 40 عاماً من الغياب. ويؤكد أن ذلك "التأهل هو بالتأكيد أفضل ذكرى في مسيرتي، علماً أن لدي بعض الذكريات الرائعة. لقد كان في الحقيقة شيئًا مميزًا بالنسبة لي وبلدي."

لكن سرعان ما تحوّل ذلك الحلم إلى كابوس في مصر إلى حد ما، حيث غادر المنتخب التنزاني المسابقة القارية بعد ثلاث هزائم أمام كل من السنغال (2-0) وكينيا (3-2) والجزائر (3-0). ومباشرة بعد الخروج المخيب للآمال، اعتذر التنزاني لأبناء بلده، أصالة عن نفسه ونيابة عن الفريق ككل. وما زالت تلك الذكرى الحزينة تحز في نفس مبوانا، الذي أفصح بنبرة قاطعة: "لا أريد أن أفكر في الأمر بعد الآن. إنه في طي النسيان. أفضل أن أتطلع إلى المستقبل. سوف نعود أقوى."

قمة التركيز

سيكون المنتخب التنزاني قريبًا على موعد مع فرصة لإثبات الذات، وهو الذي يملك حظوظاً وفيرة للتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 2021 (إذ يحتل حاليًا المركز الثاني في المجموعة العاشرة خلف تونس) كما لا تزال فرصه قائمة للتنافس على مقعد في كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢. فبعد اجتياز عقبة الدور التمهيدي على حساب بوروندي، يواجه نجوم تنزانيا جمهورية الكونجو الديمقراطية وبنين ومدغشقر في مجموعة تبدو في المتناول.

وعن حظوظ منتخب بلاده في هذه التصفيات، لا يخفي ساماتا تفاؤله، وإن كان يشوبه شيء من الحذر: "بالمقارنة مع ما كان عليه الفريق الوطني قبل خمس سنوات، أرى أن الوضع قد تغير كثيراً. لقد تم إحراز تقدم كبير. نحن نتقدم ببطء ولكن بثبات. ويمكنني أن أتخيل أن مجال التحسن هو نفسه في السنوات الخمس المقبلة. باستطاعتنا التطلع إلى مستقبل أفضل لمنتخبنا."

وماذا لو تُوج ذلك المستقبل الواعد بالمشاركة في قطر ٢٠٢٢؟ يرد النجم التنزاني ضاحكًا في ختام حديثه: "سيكون ذلك قمة النجاح! أعتقد أنني سأكون قد حققت كل شيء ممكن في كرة القدم ولن يبقى أمامي سوى الإعتزال."