مدينة هيينجين، هي بلدة صغيرة تقع على بعد 380 كلم من عاصمة كاليدونيا الجديدة نوميا، سكانها لا يتعدون 2500 نسمة، ورغم ذلك هي معروفة بفريقها هينجين سبورت الذي يعتبر رمز المدينة، كيف لا وهو يعيش أفضل فترة له منذ تأسيسه، بعدما توج بدوري أبطال أوقيانوسيا، ويستعد للمشاركة في كأس العالم للأندية FIFA قطر ٢٠١٩™، خاطفاً الأضواء من عملاقي العاصمة نوميا، فريقي ماجينتا وموندور.

فوز هيينجين سبورت بدوري أبطال أوقيانوسيا كان الأول بالنسبة له ولكرة القدم في كاليدونيا الجديدة، هذا البلد الذي مثّل مرة واحدة في بطولات فيها في كأس العالم تحت 17 سنة FIFA التي أقيمت في الهند، حيث يعتبر إنجاز هيينجين فخر كبير لهذا البلد، وخاصة لهذه المدينة الصغيرة، دون نسيان أن كرة القدم هناك ليست محترفة، بل يضطر لاعبو النوادي للذهاب إلى الشغل صباحاً، والتدرب مساءً ولعب كرة القدم في نهاية الأسبوع.

ومن بين اللاعبين الذين يعيشون بهذه الطريقة، هو قائد هيينجين سبورت برتراند كاي، الذي يشتغل كمسير في مدرسة داخلية ويتكفل بالأمور الداخلية كالمواد الغذائية أو ولوازم النظافة، يشتغل في الصبح، ويتدرب كل يوم إلا الأربعاء، ويلعب يوم السبت المباريات الرسمية، ولا يملك الكثير من الوقت للعائلة، لهذا يصطحب ولديه وزوجته لمشاهدة المباريات ولقضاء بعض الوقت معهم، بما أنه لا يتفرغ لهم إلا في الميركاتو.

التقينا ببرتراند كاي في العاصمة القطرية الدوحة، وقال لموقع FIFA.com عن حياته في هيينجين: "نعيش كلاعبين هواة حياة عادية، ونحاول أن نوفق بين حياتنا العملية، وواجباتنا العائلية مع لعبنا لكرة القدم، فالأمور صعبة وليست سهلة بتاتاً، خاصة بوصولنا إلى هذا المستوى وفوزنا بلقب دوري أبطال أوفيانوسيا لأول مرة في تاريخ البلد، فما وصلنا إليه كان بفضل تضحياتنا الكبيرة التي قدمناها مؤخراً."

رغم أنه سنه 36 سنة، لكنه لا يزال في كامل لياقته البدنية والفنية، وتم اختياره مؤخرا كأفضل لاعب في الدوري المحلي، ويعرف كاي بتضحيته فوق الميدان من أجل زملائه وفريقه، وتعلم التضحية والمسؤولية منذ نعومة أظافره، حيث تربى في قبيلة جانيم (Ganem) ومنذ صغره كان يتعلم العمل في الحقول، والصيد البحري والبري "في بلدنا نعيش كقبائل وهذا ما انعكس علينا في فريقنا لنصبح عائلة واحدة، تجدنا نضحي كثيراً، فلما نذهب للعب كرة القدم في عطلة نهاية الأسبوع نترك وراءنا عائلاتنا من أجل عيش تك اللحظة المتمثلة في لعب كرة القدم."

وحقق فريق هيينجين سبورت حلمه الأول لما توج بدوري أبطال أوقيانوسيا في مباراة مثيرة عرفت تسجيل الهدف الوحيد في المباراة بطريقة رائعة، وعمت الأفراح بعد نهاية المباراة في كل المدينة. أما الحلم الثاني فهو المشاركة في كأس العالم للأندية FIFA. كاي يحدثنا عن التتويج قائلاً: "الوصول إلى قطر للمشاركة في هذه المنافسة الكبيرة هو حلم وتحقق بالنسبة لنا، فلا أحد كان يؤمن بقدراتنا على تحقيق اللقب، فنحن أيضاً لم نكن نتصور تحقيق هذا النجاح، لكن هذا يعود إلى عمل سنوات وحملنا مشعل من سبقونا وعلمونا معنى التضحية."

وسيستهل فريق هيينجين سبورت مشواره في البطولة بمواجهة أصحاب الأرض والجمهور نادي السد القطري في مباراة لا تقبل القسمة على إثنين. يقول كاي عن المنافس: "سنحاول تشريف ألوان بلدنا وفريقنا، وتقديم صورة جيدة عن كرة القدم في كاليدونيا، وبخصوص السد القطري فكلهم محترفون، وسنلعب أمام فريق قوي جداً ومهمتنا لن تكون سهلة." يقول كاي قبل أن يضيف: "يجب المحاربة فوق الميدان، فستتكون مباراة رجال أمام رجال، ومن يملك أكبر رغبة في الفوز سيظفر به."

وستكون هذه المرة الأولى التي يشارك فيه هينجين سبورت في كأس العالم للأندية FIFA، فما هي أهداف النادي في هذه المنافسة، يقول برتراند "أولا نحن سعداء بالتواجد هنا وهذا إنجاز بالنسبة إلينا، لكننا نمني النفس بتجاوز المباراة الأولى أمام السد ولما لا الذهاب لأبعد نقطة ممكنة."