الاثنين 24 مايو 2021, 09:27

بإلهام من إنييستا، ديماس يحمل مشعل الدفاع عن الكبرياء الإندونيسي

  • يشارك منتخب إندونيسيا في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى قطر ٢٠٢٢، التي تُستأنف مبارياتها الأسبوع المقبل

  • يتطلع لاعب الوسط إيفان ديماس إلى الانتصار رغم الإقصاء المبكر

  • يستلهم صانع الألعاب من مثله الأعلى، الإسباني أندريس إنييستا

يدرك الإندونيسي إيفان ديماس أن آمال فريقه في التأهل إلى نهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ قد تبددت بالفعل. لكن فرصة حجز بطاقة العبور لكأس آسيا لا تزال قائمة، وهو ما يتطلع إليه بتفاؤل كبير مع اقتراب استئناف المواجهات الأسبوع المقبل.

بعد تلقي خمس خسائر متتالية، لم يعد بإمكان أبناء جنوب شرق آسيا احتلال المركز الأول أو الثاني في مجموعة نارية تضم أيضًا تايلاند وفيتنام وماليزيا والإمارات العربية المتحدة، علماً أن النتائج المخيبة للآمال لم تكلف المدرب سيمون ماكمينمي منصبه فحسب، بل أثرت أيضًا على ثقة الفريق.

وفي هذا السياق، عُين شين تايونج مدرباً جديداً، وهو الذي قاد كوريا الجنوبية إلى الفوز الشهير 2-0 على حاملة اللقب ألمانيا في نهائيات روسيا 2018. وبينما لا يزال ذلك الفوز المذهل حاضراً في الأذهان، يأمل ديماس في أن تتمكن إندونيسيا من إيجاد ضالتها تحت إمرة تايونج.

وفي حديث خص به موقع FIFA.com، قال لاعب الوسط البالغ من العمر 26 عامًا: "المدرب شين حقق مع كوريا الجنوبية نتائج رائعة لذا يشرفني أن أتدرب على يده. سأبذل قصارى جهدي تحت قيادته سواء في التدريبات أو على أرض الملعب".

من المقرر أن تقام مباريات المجموعة السابعة المتبقية في الإمارات العربية المتحدة، حيث ستلعب إندونيسيا أمام تايلاند يوم الخميس، لتلاقي المتصدرة فيتنام بعد أربعة أيام، على أن تكون العقبة الأخيرة ضد أصحاب الأرض. ورغم صعوبة المهمة، إلا أن ديماس متعطش لإعادة الأمور إلى نصابها مع المنتخب الوطني.

وقال ديماس في هذا الصدد: "فشلنا في تقديم أفضل ما لدينا في المباريات السابقة ولكن مع بقاء ثلاث مباريات، آمل أن نحقق نتائج إيجابية. كل مباراة تمنحك فرصة للاختيار وسأختار أن أبذل قصارى جهدي للدفاع عن كبريائنا. لذلك علينا أن نفوز بهذه المباريات".

التجربة الإسبانية

يبلغ ديماس من الطول 1.67م، وهو أحد أفضل لاعبي خط الوسط الذين شهدتهم إندونيسيا في السنوات الأخيرة. وبعدما وقّع لنادي بيرسيبايا سورابايا وهو لا يزال في سن المراهقة، حصل ديماس على فرصة نادرة لصقل مهاراته في إسبانيا.

وفي هذا الصدد، يتذكر قائلاً: "لقد تم اختياري من قبل برنامج لتطوير مواهب الشباب وتم إرسالي للتدرب في إسبانيا عام 2011. لقد عملت بجد لأنني كنت أعلم أنني أمثل إندونيسيا".

وبالفعل، فتحت تلك التجربة عين ديماس على الإمكانيات المتاحة في اللعبة، حيث عاد إلى إسبانيا في عام 2016 عندما أمضى أربعة أشهر في التدريب مع ناديين من أمثال لاجوستيرا وإسبانيول برشلونة.

ويتذكر تلك المرحلة الغنية من مسيرته بالقول: "لقد اكتسبت الكثير من الخبرات هناك مما ساعدني على فهم اللعبة بشكل أفضل واكتساب معارف جديدة عن اللعبة أيضاً. كل شيء هناك مختلف تمامًا [عما هو عليه في إندونيسيا]".

وتابع: "لقد بدأتُ بعض الأمور من الصفر، مثل التمرير والاستحواذ. على سبيل المثال، في إندونيسيا، تمريراتنا بطيئة ولكن في إسبانيا يقومون بتمريرات صعبة وسريعة. منذ ذلك الوقت، تغير أسلوب لعبي بشكل ملحوظ".

إنييستا، المثل الأعلى

خلال الفترة التي قضاها في إسبانيا، أصبح ديماس من أشد المعجبين بمايسترو خط الوسط أندريس إنييستا، الذي يعتبره "شخصية ملهمة بالنسبة لنا. أول شيء أحبه فيه هو أنه إنسان متواضع بطبعه، ولكنه على أرض الملعب، فإنه مبهر. وبما أنه مثلنا الأعلى، يمكننا دائمًا العمل بجد لتحسين طريقتنا في اللعب".

بعد التجربة الإسبانية، عاد ديماس إلى الوطن لاعبًا مختلفًا، حيث فجر طاقاته على الساحة الآسيوية خلال التصفيات المؤهلة لبطولة آسيا تحت 19 سنة بتسجيله خمسة أهداف، منها ثلاثية في الفوز على كوريا الجنوبية بنتيجة 3-2 ليقود إندونيسيا إلى النهائيات القارية التي أقيمت عام 2014.

وفي العام التالي، خاض باكورة مبارياته الدولية مع المنتخب الوطني الأول، وتزامن ذلك مع فوز إندونيسيا 5-1 على لاوس في بطولة آسيان 2014، حيث سجل هدفًا وصنع آخر. ثم واصل تمثيل بلاده في ثلاث نسخ من ألعاب جنوب شرق آسيا، حيث ساهم في تتويج إندونيسيا بالميدالية الفضية في نسخة 2019.

صحيح أن إندونيسيا فقدت كل حظوظها في التأهل إلى قطر ٢٠٢٢، لكن بما أن هذه التصفيات تحمل في طياتها أيضاً بطاقة التأهل لكأس آسيا 2023، فإن الآمال في الحصول على موطئ قدم في النهائيات القارية لا تزال قائمة، إذ من المقرر استئناف المنافسات التأهيلية في وقت لاحق من هذا العام.

وختم ديماس بالقول "لقد أحرزت كرة القدم الإندونيسية تقدمًا كبيرًا في السنوات [القليلة الماضية] وآمل أن نحافظ على هذا الزخم. نريد أن نظهر ما حققناه من تقدم في المباريات [التأهيلية] المقبلة".