أصبح تعيين المدربين الشباب في كرة القدم موضة في الفترة الأخيرة، بعد نجاح مدربين صغار في السن في أوروبا على غرار زيدان، كونتي وجوارديولا، وتحولت هذه الظاهرة إلى القارة الأفريقية، حيث عين أليو سيسي على رأس السنغال وحقق نتائج رائعة، كما عين جمال بلماضي على رأس المنتخب الجزائري وتوّج بكأس أفريقيا، فضلاً عن باتريك بوميل على رأس كوت ديفوار، والآن تشارلز أكونور مدرباً لمنتخب غانا.

وربما تعيين المدربين الشباب يعود إلى عقليتهم المتقاربة مع اللاعبين وتفاهمهم الجيد خاصة مع النجوم، وهي النقطة التق تحدث عنها مدرب غانا تشارلز أكونور لموقع FIFA.com قائلاً "إنها مسؤولية كبيرة، في بلد نشعر فيه بشغف كبير بكرة القدم. سعيد بتكليفي أنا والعديد من المدربين الشباب الآخرين بمثل هذه الأدوار الكبيرة. لقد حقق العديد من المدربين الشباب حتى الآن نتائج رائعة، وآخرين يسعون لفرض أنفسهم أيضا. أما في حالتي، أمامي فرصة كبيرة لتأهيل غانا إلى كأس العالم والفوز أيضًا بكأس الأمم الأفريقية، وهذا ما أعمل بجد لتحقيقه."

مجموعة صعبة

وقع منتخب غانا في المجموعة السابعة التي ضمت كل من إثيوبيا، زيمبابوي وجنوب أفريقيا، يقول عنها أكونور "إنها مجموعة صعبة، زيمبابوي وإثيوبيا تأهلوا لكأس الأمم الأفريقية المقبلة، وهذا ما يؤكد أنهم يملكون تشكيلة قوية. أما بالنسبة لمنتخب جنوب أفريقيا، واجهناهم لما كنت مساعداً من قبل وتعادلنا على أرضنا ثم فزنا عليهم بثنائية في عقر دارهم، بالنسبة لهم، يرون أن هذه فرصة للانتقام لكننا نريد أيضًا التأهل وسنعمل بجد للتغلب عليهم."

وأضاف "لم يعد هناك أي أسماء صغيرة في جميع أنحاء القارة. كل بلد يحلم بالظهور في كأس العالم ولن تترك زيمبابوي وإثيوبيا أي شيء للصدفة، ولهذا السبب يتعين علينا العمل بجد. أنا أؤمن بالفريق الذي لدينا وأعلم أننا سننجح في مهمتنا أمام هذه الفرق."

سيباشر منتخب غانا التصفيات لما يستقبل إثيوبيا على أرضه، فما رأي مدرب النجوم السوداء في المنافس والمباراة؟ يقول" نحن بحاجة لبداية التصفيات بشكل جيد، لذا فهذه مباراة يجب أن نفوز بها، ولحسن الحظ، بدأنا على أرضنا لأنها مباراة ينتظر جماهورنا فيها أن نحقق الفوز. لن نترك أي شيء للصدفة. نحن واثقون تمامًا من قدراتنا كفريق، ولكن من المهم أيضًا مراقبة خصومنا."

يقول أكونور قبل أن يضيف "إن حركتهم السريعة والسرعة في نقل الكرة والاحتفاظ بالكرة فضلاً عن التجانس بينهم من بين أهم مميزاتهم. سنكون مستعدين لهم. نحن بحاجة إلى الفوز وسيكون تركيزنا على النقاط الثلاث."

قمة الجولة الثانية أمام البافانا بافانا

بعد استقبال منتخب إثيوبيا، سيكون منتخب غانا على موعد مع تنقل محفوف بالمخاطر إلى أدغال جنوب أفريقيا، وهي المباراة التي تعتبر ثأرية لمنتخب البافانا بافانا تحت قيادة هوجو بروس. أكونور تطرق لهذا اللقاء قائلاً

"هو منتخب جريح بسبب عدم قدرتهم على التأهل لكأس الأمم الأفريقية. لقد أحضروا مدربًا ذا خبرة وهو هوجو بروس، وهو مدرب يعرف الكثير عن كرة القدم الأفريقية. في المرة الأخيرة التي لعب فيها ضد غانا في كأس الأمم الأفريقية 2017 مع الكاميرون، هزمنا 2-0. هذه رسالة كافية لنا مفادها أننا نواجه منافساً صعبًا. التشكيلة التي استدعاها تثبت النوايا لإعطاء فرصة لمجموعة أكثر طموحًا وجوعًا. نحن نراقب عن كثب جميع خصومنا، وتركيزنا الآن على إثيوبيا... هذه أول عقبة علينا التغلب عليها. ثم تأتي جنوب إفريقيا بعد 3 أيام. سنكون مستعدين لمقابلتهم والتغلب عليهم."

المطلب الأول، العودة إلى كأس العالم

بعد ثلاث مشاركات متتالية 2006، 2010 و2014، غابت غانا عن نسخة روسيا 2018، فكيف استقبل الغانيون هذا الخبر؟ يقول أكونور "غانا كانت تحمل شعلة القارة الأفريقية على مستوى الكرة العالمية، وأنا سعيد لأنني كنت مساهماً في ذلك الإنجاز. الغياب عن روسيا كان صعباً علينا وتسبب في خيبة أمل كبيرة، ربما لم نعمل بالشكل الكافي للوصول، لكن ولا بلد يمكنه ضمان التأهل باستثناء البلد المضيف. الآن لدينا فرصة كبيرة لاستعادة مكانتنا في كأس العالم وهذا بالضبط ما نسعى إليه."

ويعيش منتخب غانا مرحلة انتقالية بعد نهاية جيل تألق من 2006 إلى 2014، فكيف يرى مدرب غانا الجيل الجديد وقدرته على التألق، يقول "كل جيل معني بالنهاية عاجلاً أو آجلا، لا يوجد جيل من كرة القدم يدوم إلى الأبد. الفترات الانتقالية هي مسارات لا تنتهِ. لكن مفتاح كل هذه الفترات هو إدارة التحولات. تحول سلس بعد حقن أرجل جديدة ودم جديد. الأمر كله يتعلق بإدارة تدفق "كبار السن" والشباب دون إزعاج إيقاع الفريق. أعتقد أن هذا الأمر مر بسلام بما أن غانا وصلت إلى نهائي كأس أفريقيا 2015 بدون معظم الأسماء المألوفة مثل إيسيان وريتشارد كينجسون وجون منساه وستيفن أبياه وسولي مونتاري.

وقبل الختام تحدث أكونور عن حلمه بتأهيل غانا إلى نهائيات كأس العالم، وقال "إنه حلم كل مواطن غاني، وكذلك رغبتي في تقديم خبرتي الفنية لجعل هذا الحلم حقيقة. كأس العالم هي أكبر تظاهرة كروية في العالم. إنني مدرك تمامًا المسؤولية الهائلة التي تقع على عاتقي لأرقى إلى مستوى التوقعات. إنه أكثر من مجرد حلم وسأبذل قصارى جهدي لضمان حضورنا في قطر."