الاثنين 28 مارس 2022, 16:00

"أحصنة سوداء" خرجت عن النص في كأس العالم

  • تجرى قرعة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ يوم الجمعة 1 أبريل/نيسان

  • يجمع دور المجموعات في أم البطولات منتخبات بمستويات متفاوتة

  • تحفل مسابقة كأس العالم بذكريات ولحظات لا تنسى

عشاق المستديرة الساحرة يحبون مثل هذه القصص: منتخب متواضع في التصنيف العالمي أو لم ينجح أبداً في التأهل إلى مسابقة كبرى أو لم يبلغ قط أدوار متقدمة، يتحرر أخيراً من قيوده ليخلق المفاجأة تلو الأخرى.

ويطلق عادة على هذه المنتخبات لقب "الأحصنة السوداء". وفي كأس العالم FIFA، حققت العديد من المنتخبات مثل هذه الإنجازات على مدار النسخ المتتالية للمسابقة العالمية.

لذا، وقبل إجراء قرعة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، اختار موقع FIFA.com مجموعة من اللحظات، على سبيل الذكر لا الحصر، لهذه "الأحصنة السوداء" التي خطفت الأضواء في نهائيات كأس العالم.

1990: الكاميرون تحلق عالياً بقيادة روجيه ميلا

لم تنتظر الكاميرون طويلاً للمشاركة في نهائيات كأس العالم إيطاليا 1990FIFA ، فقد كان ظهورها السابق والوحيد عام 1982 حين خرجت من دور المجموعات بثلاثة تعادلات.

وكانت هذه المشاركة مختلفة، فقد نجحت الأسود غير المروضة في التغلب على الأرجنتين في ظهورها الأول (1-0)، وذلك على الرغم من أنها أكملت المباراة بتسعة لاعبين! وبعد الفوز (2-1) على رومانيا - بفضل هدفي روجيه ميلا - انقض الأفارقة على صدارة المجموعة الثانية، ليحتفظوا بها رغم خسارتهم (4-0) أمام الاتحاد السوفيتي.

وفي الدور ثمن النهائي، سجّل ميلا، المعروف برقصته الاحتفالية في الزاوية، والذي كان أكبر الهدافين سنّاً في نهائيات كأس العالم (قبل أن يمدد رقمه القياسي بعد أربع سنوات)، ثنائية أخرى في مرمى كولومبيا بقيادة كارلوس فالديراما، ليهدي الكاميرون انتصاراً آخر بنتيجة 2-1، قبل أن تتوقف مسيرتها في الدور ربع النهائي.

فبعد أن تقدم في النتيجة (2-1) بعد تسجيله هدفين في أربع دقائق بعد مرور ساعة من اللعب، فوجئ ممثل القارة السمراء بتعديل جاري لينيكر الكفة في الدقيقة 83 من ركلة جزاء، قبل أن تستقبل شباكه هدفاً من ركلة جزاء أخرى في الوقت الإضافي، ليودّع المسابقة. ومع ذلك، تظل الكاميرون أول دولة في قارتها تصل إلى الدور ربع النهائي، ولم يحقق أي منتخب أفريقي نتيجة أفضل منه (السنغال وغانا تأهلتا أيضاً إلى ربع النهائي في نسختي 2002 و2010 توالياً).

1998: ظهور أول لا يُنسى لكرواتيا

في باكورة مشاركاتها في نهائيات كأس العالم كدولة مستقلة، قدمت كرواتيا أداءً استثنائياً بقيادة ميروسلاف بلاتشيفيتش. فعلى الرغم من الهزيمة أمام الأرجنتين في دور المجموعات، نجح الكروات في احتلال المركز الثاني في مجموعتهم، متقدمين على كل من جامايكا واليابان، ليتأهلوا إلى الدور ثمن النهائي.

وبفضل سحر مهاجمها دافور سوكر، الذي احتل صدارة ترتيب الهدافين برصيد ستة أهداف، فازت كرواتيا على رومانيا في ثمن النهائي (1-0) قبل أن تواجه العملاق الألماني الذي كان يحتل آنذاك المركز رقم 2 في التصنيف العالمي. لا أحد، بما فيهم كتيبة المانشافت، التي لعبت بنقص عدد منذ الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، كان يتوقع ما سيحدث في ربع النهائي: انتصار بنتيجة 3-0 للوافدين الجدد على أم البطولات.

وكان الكروات عاقدين العزم على تكرار نفس الإنجاز في الدور نصف النهائي، لكن فرنسا قررت خلاف ذلك. ويتذكر جميع مشجعي البلد المضيف ما تبع ذلك: حركة بلاسيفيتش، واعتداء لوران بلان على سلافين بيليتش، وهدفا ليليان تورام الوحيدان بقميص الديوك، والتأهل إلى النهائي الكبير لمواجهة البرازيل.

وفي مباراة تحديد المركز الثالث، نجحت كرواتيا في الفوز على هولندا (2-1) لتحتل المركز الثالث في أول مشاركة لها في النهائيات العالمية. وفي عام 2018، حققت أداءها الأفضل على الإطلاق من خلال بلوغها المباراة النهائية حيث واجهت فرنسا مرة أخرى، لكنها لم تكن ذاك "الحصان الأسود" الذي خاض نسخة 1998.

2002: الجماهير المحلية تحلّق بكوريا الجنوبية إلى الدور نصف النهائي

في ظهورها الأول على أرضها في نهائيات كأس العالم، كسب منتخب كوريا الجنوبية قلوب جماهيره. فبعد أن حققت انطلاقة جيدة في المباريات الأولى واحتلالها صدارة مجموعتها - التي تضم البرتغال، المصنفة الرابعة عالمياً، والولايات المتحدة وبولندا - أبان الكوريون الجنوبيون عن إصرارهم في الدور ثمن النهائي ضد إيطاليا بتعديلهم الكفة في الدقيقة 88، قبل أن يطيحوا بكتيبة الأزوري، وصيف بطل أوروبا عام 2000، في الدقيقة 117 من الوقت الإضافي.

وفي الدور ربع النهائي، واجه صاحب المركز رقم 40 في التصنيف العالمي قبل انطلاقة البطولة، عملاقاً أوروبياً هو المنتخب الأسباني. وكان على كوريا الجنوبية الانتظار لفترة أطول لحسم اللقاء بركلات الترجيح عقب التعادل (0-0) في الوقتين الأصلي والإضافي، بعد أن تم إلغاء هدفين لكتيبة لاروخا خلال المباراة. وفي ركلات الحسم، أضاع خواكين التسديدة الإسبانية الرابعة، ليتأهل الكوريون الجنوبيون إلى المربع الذهبي.

وتوقفت مسيرة محاربو تايجوك أخيراً في نصف النهائي أمام ألمانيا (1-0) بهدف من توقيع مايكل بالاك. وبعد ذلك، أخذت كوريا الجنوبية بثأرها من خلال إقصائها كتيبة المانشافت من دور المجموعات في النسخة الأخيرة عام 2018، لكنها لم تنجح في بلوغ المربع الذهبي عام 2002.

2014: كوستاريكا تخطف الأضواء قبل أن تتوقف مسيرتها على يد العملاق كرول

لا شك أن قرعة كأس العالم البرازيل 2014™، التي أجريت في ديسمبر/كانون الأول 2013، كانت قاسية على البلد الواقع في أمريكا الوسطى، حيث أوقعته في المجموعة الرابعة إلى جانب عملاقين أوروبيين، إيطاليا وإنجلترا، وأوروجواي التي كانت قد بلغت نصف نهائي النسخة السابقة من النهائيات العالمية.

وقبل هذه المشاركة الرابعة لمنتخب كوستاريكا في نهائيات كأس العالم، كانت أفضل نتيجة حققها هو بلوغه الدور ثمن النهائي خلال ظهوره الأول عام 1990. وعلى الرغم من عدم تأهله إلى النهائيات العالمية منذ عام 2006 (حيث مُني بثلاث هزائم في ثلاث مباريات)، فقد نجح ممثل CONCACAF في مقارعة منافسيه ليحتل المركز الأول في مجموعته بعد تحقيقه انتصارين على أوروجواي (3-1) وإيطاليا (1-0) وتعادل أمام إنجلترا (0-0).

وفي الدور ثمن النهائي، تغلب فريق خورخي لويس بينتو على اليونان بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1). وسجل جميع اللاعبين ركلاتهم الترجيحية، على عكس ما حدث في الدور ربع النهائي أمام هولندا، التي احتلت الوصافة في نسخة 2010. فبعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي (0-0)، سقطت كوستاريكا بركلات الترجيح التي دخلت التاريخ، حيث أقحم مدرب المنتخب الهولندي، لويس فان جال، حارسه تيم كرول لخوض سلسلة الركلات الحاسمة.

صحيح أن كوستاريكا كانت ضحية لقرار فان جال الصائب، لكنها كتبت أفضل قصة لها حتى الآن في نهائيات كأس العالم.