الاثنين 27 ديسمبر 2021, 09:00

الشباب يخطفون الأضواء مع منتخب أسبانيا بقيادة إنريكي

  • ظهرت أسبانيا بمستوى رائع في عام 2021

  • كانت الثقة في المواهب الصاعدة مفتاح النجاح

  • مقابلة مع يريمي بينو، الموهبة الشابة في كتيبة لاروخا

لا يختلف اثنان على أن لويس إنريكي مدرب ذو شخصية قوية. فقد أبان المدرب السابق لبرشلونة وسيلتا دي فيجو وروما، وفرق أخرى، عن ذلك لاعباً ومدرباً موسما تلو الآخر منذ جلوسه على مقاعد البدلاء في موسم 2008-2009. وقد اتضّحت قوة شخصيته جلياً في العديد من القرارات التي اتخذها على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأسباني، لا سيما فيما يتعلّق برهانه الرئيسي. إذ لم يتردّد لويس إنريكي في إعطاء الفرص للمواهب الشابة دون الاكتراث بعامل السنّ أو الخبرة. وبالفعل، كان قراره صائباً. فقد قبل هؤلاء الشباب التحدي وأثبتوا، مباراة تلو الأخرى، صحة رهان مدربهم. فقد لعبوا دوراً رئيسياً بأدائهم الجيد في عام 2021، حيث بلغت أسبانيا نصف نهائي كأس أوروبا ونهائي دوري الأمم الأوروبية، وتمكّنت من حجز بطاقة العبور إلى نهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، التحدي المقبل الذي ينتظر كتيبة لاروخا في غضون 11 شهراً. وفي هذا الصدد، قال يريمي بينو، أحد هؤلاء الشباب الذين كانوا في مستوى الثقة التي وضعها فيهم لويس إنريكي، في حديث حصري لموقع FIFA.com "إسبانيا لا تقامر بالاعتماد على الشباب. فقد أظهروا مستوى رائعاً في البطولات الأوروبية الكبرى. لقد فرضوا أنفسهم بالأداء والأرقام، وعندما تتم دعوتهم يقدمون عروضاً جيدة. لذا تتم دعوتهم من جديد."

ثقة مستحقّة

يعدّ ابن جزر الكناري ولاعب فياريال، الذي احتفل بعيد ميلاده الـ19 في أكتوبر الماضي، خير مثال لإظهار قوة شخصية المدرب. فبعد تألقه مع فريقه، سجّل ظهوره الأول في مارس/آذار مع منتخب تحت 21 سنة، ثم سرعان ما ارتقى إلى منتخب الكبار في أكتوبر/تشرين الأول. ولم تكن مباراته الأولى مباراة عادية. فقد ارتدى قميص لاروخا لأول مرة في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد إيطاليا، ما يُعطي إشارة واضحة عن شخصية لويس إنريكي. تولّى ابن منطقة أستورياس قيادة المنتخب الأسباني عام 2018 عقب نهائيات كأس العالم روسيا 2018 FIFA، وتزامن ذلك مع اعتزال لاعبين مثل بيكيه وإنييستا وسيلفا، الذين لعبوا دوراً أساسياً في تألق لاروخا بين عامي 2008 و2012، حين فازوا بلقب كأس العالم في 2010 وببطولة كأس أوروبا مرتين. وجاء لويس إنريكي بفكرة واضحة: ضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب. كان معدل أعمار لاروخا 28 عاماً في روسيا. وبدأ لويس إنريكي في تخفيضه تدريجياً. وفي ظل مواصلة الاعتماد على لاعبين مخضرمين مثل سيرجيو بوسكيتس وكوكي وجوردي ألبا، حمل آخرون شباب مثل بيدري وفيران توريس (19 و21 عاماً فقط توالياً) مشعل لاروخا في عام 2021. وإلى جانبها، ظهر آخرون مثل جافي (17 عاماً) الذي سجل أول ظهور له أساسياً وأبان عن نضج منقطع النظير بالنظر إلى سنّه، ويريمي الذي أبان عن جرأة وثقة بالنفس داخل الميدان.

الجرأة مفتاح النجاح

تذكّر لاعب فياريال عن ظهوره الأول في دوري الأمم الأوروبية قائلاً: "لويس إنريكي طلب مني أن ألعب كما أعرف، وأن أدخل إلى الملعب بثقة ودون خوف وبكل عزيمة." وبخصوص ما ينتظره لويس إنريكي منه ومن هذا الجيل الصاعد، قال يريمي: "إنه يبحث عن الجرأة والشجاعة، وصنع الفارق في المواجهات الثنائية، وإظهار قوة الشخصية في المواعيد الكبرى. وشيئاً فشيئاً بدأنا نكتسب الخبرة. فهذا أمر مهم." وأبرز هذه المواهب الشابة هو أنسو فاتي. فعلى الرغم من أن 2021 لم يكن عاماً جيداً بالنسبة للاعب برشلونة، البالغ من العمر 18 عاماً، فإنه تُعقد عليه آمال كبيرة لقيادة أسبانيا في كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢. وقال يريمي، الفائز بلقب الدوري الأوروبي عام 2021 مع ناديه فياريال: "هناك شباب يصنعون الفارق منذ الآن. أنسو فاتي، وفيران، وبيدري. إنهم لاعبون لا غنى عنهم حتى في فرقهم، وقد أثبتوا جدارتهم على أرض الملعب."

وجوه شابة

من بين هؤلاء الثلاثة الذين ذكرهم ييريمي، بزغ نجم فيران بالفعل في عام 2021 كهداف تحت إمرة لويس إنريكي، حيث بات في سنّ الـ 21 فقط بمثابة مرجع للاعبين الشباب، وذلك على غرار أسماء أخرى مثل إيريك جارسيا وبرايان جيل (20 عاماً)، أو ثلة من اللاعبين الدوليين الذين بلغوا 24 عاماً في 2021، من بينهم أوناي سيمون وميكيل أويارزابال وكارلوس سولير وباو توريس، إضافة إلى داني أولمو الذي يصغرهم بعام واحد. وأكد يريمي أهمية وجود مراجع داخل صفوف لاروخا قائلاً "منهم تتعلم كسب الثقة في النفس. إذ تراهم في سنّ الـ 18 أو الـ 20، شباب ودون خبرة، يواجهون لاعبين رفيعي المستوى بكل أريحية، كما لو كانوا لاعبين محترفين قضوا سنوات وسنوات في عالم النخبة. إنهم يمنحونني الهدوء اللازم ويجعلونني أثق بأنه يُمكنني أيضاً أن أحذو حذوهم. وهكذا، يدخل المرء إلى المباريات بثقة أكبر." الهدف واحد: الاستمرار في الاستجابة لهذه الثقة في عام 2022 وتقديم مستوى جيد في نوفمبر/تشرين الثاني عندما تنطلق منافسات قطر ٢٠٢٢. وفي هذا الصدد، قال يريمي بعفوية الشباب "سيكون من الجنون خوض كأس العالم...أتذكر نهائيات 2010 حين كنت طفلاً صغيراً (7 سنوات). عندما فزنا باللقب بكيت...كان هدف إنييستا مذهلاً للبلد بأسره، وأن أكون قادراً على عيش أمر مماثل في كأس العالم والفوز ببطولة مثل تلك مع بلدي سيكون أمراً رائعاً." هذا هو هدف هذا الجيل بأكمله. إنهم يعلمون أنهم يتمتعون بثقة المدرب، وبمجرد أن يتألقوا مع أنديتهم، سيكونون حاضرين بقوة في صفوف المنتخب الوطني. شخصية لويس إنريكي ضمانة بالنسبة لهم.

x9mgozcz6a8ct4lu6yep.jpg

أبرز الأرقام

2012 - كان العام الذي توّجت فيه أسبانيا بآخر ألقابها، وآخر مرة تخطت فيها ربع نهائي كأس العالم أو كأس أوروبا إلى أن بلغت نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية الصيف الماضي. 28 - هو عدد اللاعبين الذين ظهروا لأول مرة مع أسبانيا تحت إمرة لويس إنريكي. من ضمنهم فيران، وأنسو فاتي، وبيدري، وأوناي سيمون، ويريمي، وكارلوس سولير، وبرايان جيل، وجافي، الذين من المنتظر أن يلعبوا دوراً هاما مع لاروخا في السنوات القادمة. 25.2 - كان متوسط عمر المنتخب الأسباني في دوري الأمم الأوروبية 2021، أي أقل بثلاث سنوات تقريباً من كأس العالم روسيا 2018. 17 - عاماً و62 يوماً كان عمر جافي حين سجّل ظهوره الأول مع منتخب أسبانيا، وهو أصغر لاعب في تاريخ لاروخا. أنسو فاتي خاض مباراته الأولى في سنّ 17 عاماً و308 أيام. 12 - هو عدد الأهداف التي سجلها فيران توريس مع أسبانيا في 22 مباراة فقط، ستة منها في آخر تسع مباريات، ليلعب في عام 2021، دور الهداف الذي كانت لاروخا في أمسّ الحاجة إليه.