الخميس 27 يناير 2022, 05:00

ميلر: نفخر بصنع تاريخ كروي لكندا

  • تتصدر كندا سباق تصفيات Concacaf للتأهل لكأس العالم FIFA

  • تخوض كتيبة هيردمان ثلاث مباريات أمام هندوراس والولايات المتحدة والسلفادور

  • ميلر يناقش طفرة المنتخب الكندي وماذا يعني التأهل لأم البطولات

إذا تحدثنا عن قصص النجاح الكروية التي شهدها عام 2021 فإنه لا يوجد دولة من أصل 211 اتحاد عضو في FIFA حققت نجاحاً يضاهي ما حققته كندا. فتتويج المنتخب الكندي للسيدات بذهبية كرة القدم في الألعاب الأوليمبية جعل منها سنة تاريخية بغض النظر عن أداء الرجال لاسيما أن نتائج الرجال المتواضعة على مدار عقود جعلت الكنديون لا يتوقعون الكثير دائماً.

وبدخول عام كأس العالم علينا فإن كتيبة جون هيردمان لم تتجرع مرارة الهزيمة في المرحلة الأخيرة من التصفيات حتى الآن وتحتل صدارة ترتيب تصفيات منطقة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي Concacaf. بالإضافة إلى ذلك، فإن الفوزين المتتالين على كوستاريكا والمكسيك في نوفمبر/تشرين الثاني قد ساهما في احتلال كندا مرتبة أفضل فريق يحقق تحسناً في تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي في عام 2021، حيث قفز من المرتبة 94 إلى المرتبة 40 تحت قيادة هيردمان.

يعد كمال ميلر عنصراً أساسياً في كتيبة هيردمان حيث ساهم في هذه الطفرة المتميزة لمنتخب بلاده كما نال إشادات كبيرة بسبب أدائه الرائع في قلب الدفاع. فالمدافع البالغ من العمر 24 عاماً هو أحد أعضاء جيل جديد يمنح الكنديون آمالا كبيرة؛ إذ يتبقى للمنتخب الكندي ثلاثة مباريات حاسمة في التصفيات، ويتطلع ميلر بقوة إلى إضافة نهاية أسطورية لقصة

FIFA.com: ماذا يعني لك أن تحتل كندا صدارة ترتيب تصفيات Concacaf في هذه المرحلة المتقدمة من حملة التأهل لكأس العالم؟ كمال ميلر: أمر لا يصدق. لم أر في حياتي كلها كندا تحتل هذه المرتبة، بل لم تقترب منها. لا شك أن هذه فترة رائعة ونحن جميعاً نشعر بالفخر أننا نمثل جزءاً من هذا الجيل الذي يصنع التاريخ. إن السعادة في أوساط المشجعين أكبر من أي وقت مضى ونحن نريد أن نذهب بذلك إلى أبعد مكان. بالنظر إلى أن كندا لا تملك سجلاً باحتلال الصدارة، إلى أي مدى ترى أن هذا النجاح سببه هو تغيير عقلية المنتخب والتفكير في أنفسكم على أنكم تمثلون نداً لمنتخبات الولايات المتحدة والمكسيك وبقية المنتخبات؟ لطالما آمنا بقدراتنا لكن أهم شيء قمنا به هو أن نضع في أذهاننا أن نلعب كفريق كبير. الكأس الذهبية 2019 كانت أول بطولة لي مع المنتخب ويمكنني القول بأنه بدءاً من هذه البطولة فإن وضع أمال كبيرة واستهداف ما وصلنا إليه هو السبب. رأينا كل اللاعبين يتحسنون معسكراً تلو الآخر ويكتسبون ثقة أكبر. كل ما احتجنا إليه هو تحقيق نتائج رسمية جيدة لتوطيد هذا التقدم ولنجعل بلادنا تؤمن أننا فريق قوي يملك حظوظاً قوية للتأهل. والآن تحققت النتائج والأرقام لا تكذب.

في ظل النجاحات التي حققها منتخب الرجال العام الماضي وفوز منتخب السيدات بذهبية الألعاب الأوليمبية، هل يسود شعور عام بقدرة الكرة الكندية على تحقيق مزيد من التقدم؟ بالطبع. للأمانة، كرة السيدات هي التي وضعت المعيار في هذا البلد ودائماً ما كان هذا المعيار مرتفعاً. وطوال فترتي مع المنتخب نواصل مطاردتهم والوصول لمستواهم وتحقيق جزءاً مما حققنه. أعتقد أن المنتخبين، الرجال والسيدات، يفخران بأنهما يشكلان جيلاً يحقق أشياء خاصة ويحظى بالاحترام الذي نريده ونستحقه. الأمر رائع لأن كل شيء حدث العام الماضي يثبت للأجيال القادمة أن كل شيء ممكن. أشارت كريستين سينكلير بعد الفوز بالذهبية الأوليمبية إلى دور جون هيردمان في وضع كندا على طريق تحقيق هذا الإنجاز بتغيير عقلية المنتخب. هل ترى أن له تأثير مماثل منذ أن انتقل إلى تدريب منتخب الرجال؟ بالطبع له دور كبير فيما حققناه. هذه أفضل مجموعة لاعبين امتلكتها كندا لكنك كمدرب بحاجة إلى القيام باختيارات صحيحة وهو ما قام به. بالإضافة إلى ذلك، فهو مدرب رائع نجح في تحقيق التجانس بين لاعبي المنتخب كما أنه متواضع للغاية. الكثير من المدربين يرغبون في أن يظهروا بمظهر أنهم أقوى من فرقهم لكنه دائماً ينسب الفضل في الانتصارات لنا ويركز على كل كبيرة وصغيرة قبل المباريات. دائماً ما يجعلنا نؤمن حتى وإنا كنا غير مرشحين أننا قادرين على تحيق الفوز وأن لدينا خطة لذلك. لقد أشاد هيردمان بك كثيراً وآمن بقدراتك في مرحلة مبكرة من مسيرتك الكروية. ما مدى أهمية أن تحظى بثقة مدربك؟ أمر مهم للغاية. أعتقد أن أهمية العلاقة بين المدرب واللاعب لا تحظى بالتقدير المناسب قي كرة القدم لكنني أرى أنه من المهم جداً أن يكون لديك الثقة فيما يخبرك به المدرب وأن تدرك أنه يثق تماماً في قدرتك على تنفيذ التعليمات.

أدرك أن هذا الأمر ليس بأهمية نتائجكم الرائعة في تصفيات كأس العالم لكن هل لاحظ اللاعبون وشعروا بالفخر أن كندا هي المنتخب الأكثر تحسناً في تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي العام الماضي؟ بكل تأكيد. نحن لا نركز كثيراً على مقاييس التصنيف لكن حصولنا على لقب المنتخب الأكثر تحسناً في العالم يجعلنا نشعر بالفخر. الأمر يتعلق بالمنتخب الأكثر تحسناً وليس اللاعبين الأكثر تحسناً وهذا هو مصدر الفخر. نحن فريق واحد وأسرة واحدة ومن الرائع أن نجني ثمار العمل الجاد الذي نقوم به معاً.

ألفونسو ديفيز هو أشهر لاعب في منتخبكم لكن يبدو أنه منسجم مع مبادئ الأسرة التي تحدثت عنها ولا يتوقع أي معاملة خاصة؟ هذا صحيح وهذا أمر نابع من ألفونسو نفسه. هو نجم كبير وهو أحد من أشهر لاعبي العالم وأنا أضعه في تشكيلة منتخب العالم في مركزه. نشعر بالفخر بأنه كندي ونراه يحقق كل ذلك. لكنه حين يتواجد مع المنتخب فهو لاعب مثلنا وأعتقد أنه يستمتع بذلك. هو يشعر بأريحية كبيرة وكأنه بين أشقائه ونحن نستمتع بصحبته كثيراً. لا يهتم ألفونسو بالعناوين الصحفية لكنه يرغب الأفضل لكل لاعب في الفريق ويريدنا أن نفوز دائماً.

معكم ثلاث مباريات قادمة من بينها مباراة على ملعبكم أمام المنتخب الأمريكي والتي ستقام بين مواجهتين خارج الأرض أمام هندوراس والسلفادور. كيف تتعاملون مع التحديات المختلفة لهذه المباريات؟ مثلما قلت، هذه المباريات مختلفة تماماً وكل منها سيجعلنا نخرج أفضل ما لدينا. من الطبيعي أن نقول أننا سنتعامل مع كل مباراة على حدة وعلينا ألا نستبق الأحداث. من الرائع أننا نحتل الصدارة حالياً لكننا ندرك أن كل هذا قد يتغير سريعاً لذا سنتحلى بالتواضع ونواصل التعطش لتحقيق نتائج مميزة. أخيراً، تحدثت عن السعادة في كندا بفضل نتائجكم المتميزة حتى الآن في التصفيات. إذا تأهلتم، كيف سيؤثر ذلك على كرة القدم في بلدكم؟ أعتقد أن التأهل سيوحدنا وسيفتح الباب أمام كل كندي يرغب في ممارسة كرة القدم. سيجعل الأطفال يحلمون كما ستحظى كرة القدم على جميع المستويات باحترام أكبر في بلدنا. التأهل لكأس العالم هو ما نحتاجه لنرتقي بكرة القدم لمستوى أعلى.