بدأت معالم تصفيات كونكاكاف تتضح أكثر فأكثر، حيث حُجزت بطاقة من أصل الأربع المخصصة للتأهل المباشر، علماً أن فريقين اثنين باتا بحاجة إلى نقطة واحدة فقط لضمان مكانهما في قطر ٢٠٢٢، بينما يحتاج منتخب آخر إلى معجزة لتجنب الملحق الدولي.

كوفئت كندا أحسن مكافأة على انتظارها الطويل الذي دام 36 عاماً بالتمام والكمال. ذلك أن أبناء أمريكا الشمالية يعودون إلى عروس البطولات لأول مرة منذ مشاركتهم في نهائيات المكسيك 1986، حيث لم يتمكنوا من الاحتفال بأي هدف وخسروا جميع مبارياتهم في دور المجموعات. لكن القصة تبدو مختلفة الآن، بفضل جيل من الشباب الموهوبين ولاعبين مخضرمين، وتحت قيادة مدرب محنك عرف كيف يعيد كندا إلى قمة كرة القدم الدولية.

رغم أن كل شيء بدا محسوماً قبل هذه الجولة، إلا أن كندا أبت إلا أن تُمطر شباك ضيفتها جامايكا برباعية نظيفة حسمت بها العودة إلى عروس البطولات من أوسع الأبواب. ولم يحل برد تورونتو القارس دون احتفال المشجعين بأهداف سيل لارين وبوكانان وهويليت وماريابا (ضد مرماه)، علماً أن المباراة جرت في طقس شديد القسوة، حيث تجمدت الحرارة عند خمس درجات تحت الصفر.

وهناك العديد من العوامل التي يمكنها أن تفسر سبب صعود كندا الصاروخي في الأعوام الأخيرة. ذلك أن العديد من اللاعبين الكنديين الموهوبين شقوا طريقهم بثبات إلى نخبة كرة القدم الأوروبية، علماً أن اثنين منهم يُعتبران من أبرز النجوم في الفريق الوطني: ألفونسو ديفيز، لاعب بايرن ميونيخ، والمهاجم لارين، الذي كان دوره حاسماً في هذا التأهل. كيف لا وهو الذي يتربع على صدارة هدافي التصفيات برصيد 13 هدفاً، حيث بات على بُعد هدفين فقط من معادلة سجل الهندوراسي كارلوس بافون، الذي هز الشباك 15 مرة في الطريق إلى نهائيات 2002، وهو صاحب الرقم القياسي للأهداف في تصفيات واحدة بمنطقة كونكاكاف.

يحتاج العملاقان الآخران بمنطقة كونكاكاف إلى نقطة واحدة فقط لحسم عبورهما إلى قطر. فبعد فوزهما أمام هندوراس وبنما على الترتيب، سيكون التعادل كافياً لكل من المكسيك والولايات المتحدة لضمان التأهل حسابياً دون الحاجة إلى النظر لنتائج أي منتخبات أخرى.

وفازت كتيبة العم سام على كناليروس بنتيجة 5-1 في أورلاندو، حيث سجل الملهم كريستيان بوليسيتش ثلاثية شخصية، بينما أحرز بول أريولا وخيسوس فيريرا هدفاً لكل منهما. ويبدو أن الغياب عن نهائيات روسيا 2018 كان بمثابة الأرضية الخصبة لانطلاق مواهب جديدة مثل بوليسيتش وفيريرا وجيوفاني رينا، الذين يشكلون الجيل الجديد من نجوم المنتخب الأمريكي، الذي يحتاج الآن إلى التعادل ضد كوستاريكا أو الخسارة بأقل من تسعة أهداف لحسم الأمور.

من جهتها، بذلت المكسيك جهوداً حثيثة للتغلب على هندوراس وخطفت ثلاث نقاط تركتها على أعتاب كأس العالم. وقد جاء هدف الحسم برأسية من إدسون ألفاريز، أحد قادة منتخب تريكولور، الذي بات في وضع شبيه بذلك الذي يعيشه الجار الشمالي: ذلك أن المكسيكيين سيحسمون تأهلهم بشكل نهائي في حال التعادل مع الضيف السلفادوري، أو حتى في حال خسارتهم على أرضهم وفوز كوستاريكا على الولايات المتحدة بأقل من أربعة أهداف.

احتاجت كوستاريكا إلى أربع جولات لتحصد فوزها الأول في المرحلة الأخيرة من تصفيات كونكاكاف، مما جعل السيناريو يبدو مرعباً: ذلك أن منتخب التيكوس كان مهدداً بعدم الذهاب إلى قطر، وهو الذي اعتاد مجموعة من لاعبيه على المشاركة في كأس العالم. لكن صحوة رفاق كيلور نافاس جاءت قبل فوات الأوان، حيث لم يعرفوا طعم الهزيمة في آخر ست مباريات، بل وقد حققوا فيها خمسة انتصارات علماً أن مرماهم تلقى هدفاً وحيداً في المباريات الخمس الأخيرة. أما الفوز الأخير فكان ليلة الأحد في عقر دار السلفادور (1-2)، مما ضمن لهم على الأقل موطئ قدم في الملحق الدولي.

وسجل أنتوني كونتريراس وجويل كامبل هدفي الانتصار لمنتخب كوستاريكا، الذي لم يعد مصيره بين يديه لتحقيق التأهل المباشر، إذ يجب عليه هزم الولايات المتحدة، مقابل سقوط المكسيك على أرضها أمام السلفادور، على أن يسفر هذا المزيج من النتائج عن تدارك فارق الأهداف الأربعة التي يتفوق بها منتخب تريكولور على التيكوس.

الأربعاء 30 مارس/آذار بنما-كندا كوستاريكا-الولايات المتحدة المكسيك-السلفادور جامايكا-هندوراس

15 لم تخسر الولايات المتحدة أبداً على أرضها أمام بنما، حيث فاز الأمريكيون في المباريات الـ15 التي استقبلوا فيها منتخب كناليروس. 7 خاضت كندا سبع مباريات دون الفوز على جامايكا في تصفيات Concacaf. وكان آخر فوز للريدز في نوفمبر/تشرين الثاني 1992 بنتيجة 1-0.

3 كريستيان بوليسيتش هو اللاعب الوحيد من الولايات المتحدة الذي سجل هاتريك في الطريق إلى قطر ٢٠٢٢. وكان كلينت ديمبسي هو آخر لاعب سجل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة مع كتيبة العم سام، وكان ذلك في الفوز 6-0 هندوراس في مارس/آذار 2017.

"نحن بلد يتنفس الكرة قدم وهذا ما أردناه دائماً. أردنا نيل هذا الاحترام. أردنا أن نُظهر للناس أننا بلد من بلدان كرة القدم، وقد نجحنا في ذلك". جون هيردمان، مدرب كندا "السيناريو المثالي سيكون هو خوض مباراة رائعة يوم الأربعاء وحجز تذكرة التأهل المباشر لكأس العالم". خورخي ثيلر، مساعد مدرب المكسيك "كنا بحاجة إلى ليلة كهذه، كنا بحاجة إلى الفوز بنتيجة مدوية، وقد فعلنا ذلك. لقد تمكنا من تحسين فارق أهدافنا بجهد هائل. لقد قام اللاعبون بعمل رائع". جريج بيرهالتر، مدرب الولايات المتحدة