يستعد المنتخب الإيراني ليوقع في نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 على مشاركته السادسة في المجموع في نهائيات أكبر بطولات كرة القدم في العالم. وكان ثاني أفضل منتخب آسيوي ترتيبا في التصنيف العالمي للمننتخبات FIFA قد حضر في دورات 1978 و1998 و2006 و2014 و2018. وببينما خرجت الكتيبة الفارسية دون أي فوز من مشاركتها الأولى خلال نسخة 1978 بالأرجنتين، نجحت في تسجيل انتصارها الأول في مشاركتها التالية. ففي بطولة فرنسا 1998، وبعد خسارته في المباراة الأولى بهدف دون رد على يد يوغوسلافيا، التقى فريق المدرب جلال طالبي بالمنتخب الأمريكي في مواجهته الثانية في دور المجموعات.

وقد استأثر هذا النزال باهتمام كبير في ذلك الوقت، خاصة بسبب التوترات السياسية بين البلدين. لكن في تلك الأمسية، بمدينة ليون، شهدت الجماهير لحظات رياضية خالصة. فقبل انطلاق المباراة وقف لاعبو الفريقين بمعية الحكم أورس ماير لالتقاط صورة جماعية. كما أهدى الإيرانيون خصومهم الأمريكيين ورودا ترمز للسلام.

وحتى المباراة مرت في أجواء رياضية، وتمكنت إيران في النهاية من حسم الفوز لصالحها بنتيجة 1:2 بفضل هدفي حميد إستيل ومهدي مهدافيكيا، الذي احترف لاحقا في البوندسليجا. وكانت أمريكا قد قلصت النتيجة في وقت متأخر بفضل هدف بريان ماكبرايد. وحتى عند نهاية هذه المباراة التي أحاطتها الكثير من الحساسية والتوتر أبان اللاعبون عن روح رياضية عالية وبرز بوضوح الدور التي تلعبه كرة القدم في التوحيد بين الشعوب، حيث هنأ اللاعبون بعضهم العبض وتبادلوا الأقمصة. ولم يتمكن المنتخبان في نهاية الأمر من تجاوز دور المجموعات، حيث تأهلت ألمانيا ويوغوسلافيا عن هذه المجموعة.

ولقي أحفاد الفرس نفس المصير في بطولتي 2006 و2014 عندما خرجوا في كل مرة بنقطة وحيدة من دور المجموعات. أما في نسخة 2018، فكان الفريق الإيراني في حاجة لهدف واحد في مباراته الأخيرة في دور المجموعات ضد البرتغال للعبور إلى مرحلة خروج المغلوب. وفي نهاية المطاف، اكتفى بالمركز الثالث بفارق نقطة واحدة عن كل من أسبانيا والبرتغال. أما في دورة قطر فيتطلع المنتخب الإيراني للمرور أخيرا إلى الأدوار الإقصائية. وسيواجه فريق المدرب دراجان سكوسيتش ضمن فعاليات المجموعة الثانية كلا من الفائز بالملحق الأوروبي (اسكتلندا/أوكرانيا/ويلز) وإنجلترا وأمريكا. وفي مباراته الأخيرة في هذا الدور سيكون على موعد مع تكرار لصدام مثير مرت عليه 24 سنة، ومن المنتظر أن يكون نزالا مثيرا قد تكون نقاطه الثلاث حاسمة لضمان العبور إلى مرحلة خروج المغلوب. وبقيادة نجميه سردار أزمون (نادي ليفركوزن) ومهدي تاريمي (نادي بورتو) سيحاول الإيرانيون في 29 نوفمبر/تشرين الثاني للتغلب للمرة الثانية على المنتخب الأمريكي في نهائيات كأس العالم والاحتفال بأول تأهل له في تاريخه إلى دور الستة عشر.