أكّد رئيس FIFA جياني إنفانتينو في كلمة له أمام المؤتمر العالمي السنوي السابع والعشرين لمعهد ميلكن في لوس أنجلوس أن الفعاليات الرياضية الكبرى مثل بطولة كأس العالم FIFA تخلق "مشاعر مشتركة" تساعد في "جمع الناس معاً من جميع أنحاء العالم".

وتشارك الولايات المتحدة، إلى جانب جارتيها في أمريكا الشمالية كندا والمكسيك في استضافة بطولة كأس العالم FIFA 26، والتي ستكون أول نسخة من البطولة تضم 48 فريقاً. وهذا يعني أنه ستقام خلال البطولة 104 مباريات غير مسبوقة - أو "104 مباريات سوبر بول" كما وصفها إنفانتينو - ستجذب مليارات المشجعين من كافة أنحاء الأرض وتكون مثالاً بارزاً على القدرة الفريدة لكرة القدم على توحيد العالم.

وقال رئيس FIFA: "عندما يذهب الناس لمشاهدة مباراة كرة قدم، فإنهم يكونون متحمسين للغاية، يتحدثون مع بعضهم البعض عن المباراة ويعيشون عاطفة مشتركة"، مشيراً إلى عادات الاستهلاك المتغيرة للأجيال الشابة التي تستخدم بنشاط أجهزة الهاتف المحمول الحديثة. وأضاف: "أعتقد أن هذا هو ما نحتاج إلى تعزيزه. ولهذا السبب فإننا نحتاج إلى الفعاليات الرياضية. نحن بحاجة إلى جمع الناس معاً من جميع أنحاء العالم. في هذه الفعاليات يبدأ الناس فجأة في التحدث مع بعضهم البعض، والتعرف على بعضهم البعض، ومعرفة أن هذا الشخص أو ذاك من هذا الجزء من العالم أو ذاك على سبيل المثال ليس سيئاً كما كان يوصف أو كما كنا نتصور. وأعتقد أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا في مجتمعنا الحديث، عندما يكون لدينا فعاليات كبيرة، مثل الألعاب الأولمبية أو كأس العالم لكرة القدم، التي يحضرها ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم".

وستتزامن بطولة كأس العالم FIFA 26 مع الذكرى الـ 250 لاستقلال الولايات المتحدة. وكان موضوع الجلسة في اليوم الأخير من المؤتمر الذي تواصل على مدى ثلاثة أيام هو "أمريكا 250: إعادة تنشيط الحلم الأمريكي من خلال الرياضة والاحتفال والتعليم". وقال إنفانتينو خلال الجلسة أن بطولة كأس العالم هي الطريقة المثالية للاحتفال بهذه المناسبة مع الملايين من الناس الذين سيأتون إلى البلاد والقارة.

وأضاف: "عندما علمنا أنه في عام 2026 ستصادف الذكرى الـ 250 لتأسيس الولايات المتحدة، قلنا: حسناً، هناك احتفال، ونحن من جهتنا نشارك بتنظيم حفلة كبرى. سنجلب ما بين خمسة إلى عشرة ملايين شخص إلى الولايات المتحدة، وسيكون هناك أربعة أو خمسة أو ستة مليارات شخص من كافة أنحاء العالم يشاهدون ويتابعون ما يجري في الولايات المتحدة، وخلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز من عام 2026، سيأتي العالم إلى الولايات المتحدة لحضور عرس كأس العالم، وكذلك للاحتفال بهذا البلد الجميل وبذكرى مرور 250 عاماً على تأسيسه في جميع المدن الـ 11 المضيفة في الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن فيلادلفيا، المدينة التي كتب فيها توماس جيفرسون إعلان الاستقلال، ستستضيف مباراة في يوم عيد الاستقلال 4 يوليو/تموز 2026.

وأضاف: "ستكون هناك ثلاث مدن مضيفة في المكسيك واثنتان في كندا، وهذا أيضاً جزء من الاحتفال لأن Football Unites The World، ونحن نجمع الجميع ونحتفل معاً، وسيكون الأمر فريداً من نوعه لأنه لا يوجد حدث آخر يمكن أن يجلب مثل هذا العدد من الناس من أجزاء كثيرة من العالم إلى بلد واحد للاستمتاع بشيء ما".

وتحدث السيد إنفانتينو الذي كان يجلس بجوار جانيت إيفانز، المدير الرياضي للوس أنجلوس 28 (اللجنة المحلية المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية 2028) وبطل التزلج السابق ليندسي فون ورئيس لجنة 250 روزي ريوس، عن طموحاته لمستقبل كرة القدم في الولايات المتحدة حيث تعتبر رياضات أخرى، ولا سيما كرة السلة والبيسبول وهوكي الجليد وكرة القدم الأمريكية، أكثر شعبية من كرة القدم. وقال إن نمو كرة القدم في الولايات المتحدة سوف يتعزز إذا لم يضطر العديد من الأطفال الأمريكيين إلى دفع المال مقابل اللعب.

وقال رئيس FIFA: "نحن بحاجة إلى منح الأطفال الفرص للعب كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية مجانا، وللقيام بذلك علينا أن نشرك القطاع الخاص في التمويل ولا نطلبه فقط من الحكومات. هذا ما يحدث في أوروبا عندما يتعلق الأمر بفرق كرة القدم وأندية كرة القدم في كل قرية. وهذا الأمر ينجح لأنك تنشئ مجتمعاً رياضياً وتمنح الفرص، وهذا هو العنصر الأكثر أهمية."

"فأنت تمنح الأمل والفرح للعديد من الأطفال حول العالم، ولا يمكننا أن نطلب منهم أن يدفعوا مقابل ذلك. وفي بلد مثل الولايات المتحدة، التي يبلغ عدد سكانها 350 مليون نسمة، لا حدود للمواهب وللفرص. إذن استثمروا في بناء مستقبل مشرق". وأشار إلى أن افتتاح مكتب مخصص لـ FIFA في ميامي يعني أن المنظمة ستبقى في الولايات المتحدة بعد انتهاء بطولة كأس العالم 26 FIFA وستظل ملتزمة بمساعدة الشباب في الولايات المتحدة على لعب كرة القدم دون أن يعيق عدم توفر الإمكانيات المالية لديهم هذا الأمر.